نام کتاب : مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 18
وشرعاً.
النوع الثاني: حكمة عملية، وهي وضع الشيء في موضعه [1].
فالحكمة النظرية مرجعها إلى العلم والإدراك، والحكمة العملية مرجعها إلى فعل العدل والصواب، ولا يمكن خروج الحكمة عن هذين المعنيين؛ لأن كمال الإنسان في أمرين: أن يعرف الحق لذاته، وأن يعمل به، وهذا هو العلم النافع والعمل الصالح.
وقد أعطى اللَّه - عز وجل - أنبياءه ورسله ومن شاء من عباده الصالحين هذين النوعين، قال تعالى عن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا}، وهو الحكمة النظرية، {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [2]، وهو الحكمة العملية.
وقال تعالى لموسى - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا}، وهو الحكمة النظرية، {فَاعْبُدْنِي} [3]، وهو الحكمة العملية.
وقال عن عيسى - صلى الله عليه وسلم -: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}، وهو الحكمة النظرية، {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [4]، وهو الحكمة العملية. [1] انظر: مدارج السالكين لابن القيم، 2/ 478. [2] سورة الشعراء، الآية: 83. [3] سورة طه، الآية: 14. [4] سورة مريم، الآيتان: 30 - 31.
نام کتاب : مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 18