نام کتاب : مفرق الطريق في القرآن الكريم نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 137
واتجاهات أو مشكلات! والنص القرآني هنا يستثني نوعا من النجوى .. هو في الحقيقة ليس منها، وإن كان له شكلها: «إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ، أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ» ..
وذلك أن يجتمع الرجل الخير بالرجل الخير، فيقول له: هلم نتصدق على فلان فقد علمت حاجته في خفية عن الأعين. أو هلم إلى معروف معين نفعله أو نحض عليه. أو هلم نصلح بين فلان وفلان فقد علمت أن بينهما نزاعا .. وقد تتكون العصبة من الخيرين لأداء أمر من هذه الأمور، وتتفق فيما بينها سرا على النهوض بهذا الأمر. فهذا ليس نجوى ولا تآمرا. ومن ثم سماه «أمرا» وإن كان له شكل النجوى، في مسارة الرجل الخير للخيرين أمثاله بأمر في معروف يعلمه أو خطر له ..
على شرط أن يكون الباعث هو ابتغاء مرضاة اللّه: «وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً» .. فلا يكون لهوى في الصدقة على فلان، أو الإصلاح بين فلان وعلان. ولا يكون ليشتهر الرجل بأنه - واللّه رجل طيب -! يحض على الصدقة والمعروف، ويسعى في الإصلاح بين الناس! ولا تكون هناك شائبة تعكر صفاء الاتجاه إلى اللّه، بهذا الخير. فهذا هو مفرق الطريق بين العمل يعمله المرء فيرضى اللّه عنه ويثيبه به. والعمل نفسه يعمله المرء فيغضب اللّه عليه، ويكتبه له في سجل السيئات! (1)
(1) - في ظلال القرآن للسيد قطب - ت- علي بن نايف الشحود [ص 1120]
نام کتاب : مفرق الطريق في القرآن الكريم نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 137