responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذكرات شاهد للقرن نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 415
بدأت برقيات الولاء ترد على الحكومة الفرنسية من الجزائر، أما حرب (مصالي الحاج)، الذي اتخذ اسماً جديداً (حزب الشعب الجزائري) منذ سار في موكب (الجبهة الشعبية) سنة 1936، ففضل السكوت سواء في فرنسا أم الجزائر.
وبلغت الأزمة أوجها يوم 28 أيلول (سبتمبر)، فنظمت ذلك اليوم الحركات اليسارية تظاهرة دعي إليها النادي فكنت ممثله، وبدأت في القاعة المكتظة الخطب حسب التقليد المألوف، فأتى دوري فتلخص خطابي في اقتراح:
- يجب على هذا المؤتمر للقوى التقدمية أن يوجه اليوم برقية إلى الحكومة يطالبها بمنح شعوب الشمال الإفريقي حقوقها، حتى تدخل المعركة من أجل الديمقراطية شاعرة بكرامتها لا بوصفها مرتزقة.
في آخر الجلسة قرئت على الحاضرين لائحة التوصيات، فلم أجد فيها اقتراحي ولا مجرد التلميح إليه، فاقتحمت المنصة لألفت النظر إلى هذا النسيان، ولم أصرح بأنه تناسٍ، فهاجت القاعة وقامت خصوصاً السيدات تهتف لي.
ولم أحصل صباح ذلك اليوم إلا على هذا الهتاف دون أن أفاجأ في الأمر بشيء، بينما العاصفة بدأت تدمدم، فكانت ريحها تهز في العالم أمواجاً عارمة، وتبعث في نفسي البشرى بالغرق العام الشامل، لسفينة أُحيطت من كل جانب، فلم يبق لمن فوقها رجاء إلا في الموت، خاصة من أخذه الهم قبل الآخرين مثلي.
ولكن مهما تكن أخطار الموت تحيطم بالمرء، فإنه يشعر بمهمات الحياة حتى اللحظة الأخيرة، لذلك لم أعد بعد خيبة الأمل التي أصابتني ذلك الصباح بمؤتمر الحركات التقدمية، أفكر في تلافي تلك الخيبة، فكلفت (سوالمية) بصرخة النفير في الأحياء التي يؤمها الجزائريون، بأن يأتوا عشية إلى النادي لاستماع خطاب على الوضع الراهن، فما دقت ساعة الوعد حتى أتت من كل حدب وصوب، حتى

نام کتاب : مذكرات شاهد للقرن نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست