responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذكرات شاهد للقرن نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 421
وشجعني الأصدقاء، خاصة (حشيشي مختار) على تحقيق الفكرة رجاء من أن يكون لي وراءها استقرار.
فجاءت زوجي وكنت استأجرت من دون أن أدفع كثيراً، جناحاً من برج (بوذيبة) خارج السور، وفيه كانت زوجي خديجة تستطيع أن تتمتع بجمال الطبيعة بين شروق الشمس على جبل (الدير) وغروبها على جبل (الدكان)، وتسلو طيلة النهار بمرور من يأتي إلى المدينة من البادية القريبة صباحاً، وينقلب إلى منزله عشية؛ خاصة يوم الثلاثاء، حين يأتي أصحاب المواشي إلى السوق، على المسرب الذي يعبر وادي الناقوس خلف البرج [1]. بينما تملأ الحيوانات ورعاتها الجو جلبة فيتخذ بسببها الطابع الريفي.
أصبحت الحياة في هذا الإطار البدائي السينما المفضلة عند زوجي، التي كانت تتذوق بشغف كل ما فيها من بساطة وطيبة وكرامة، وبدأت تكتشف جوانب أصالتها الخفية مع امرأة من سكان البرج [1] الفقراء تعيش مع ابنها (أحمد) الأبكم في غرفة كانت في الحقيقة عندما بني البرج ليكون مركزاً عسكرياً لأحد الحصون الصغيرة التي تحمي جوانبها، فكانت الغرفة لا تقي هذين المسكينين الحر في الصيف والقر في الشتاء، خاصة إذا نزل المطر على مرقدهما من ثقب السقف المنهار.
كان أحمد يرعى عنزات للجيران في النهار، دون أن يدفع له أحد أجرته، ويعود في المساء إلى الكوخ لتهيئ له أمه من الطعام ما تسمح به إمكانياتها الضعيفة جداً، لأن موردها لم يكن في الواقع من شغل ابنها ولكن من دجاجتين أو ثلاث تبيع بيضها لتشتري قليلاً من الزيت وبعض قهوة وسكر.
كانت هذه الصورة من حياة الفقر والكرامة تعرف زوجي على هذا الجانب

[1] كلمة جزائرية تعبر عن مجموعة مساكن ذات فناء واحد.
نام کتاب : مذكرات شاهد للقرن نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست