نام کتاب : مذكرات شاهد للقرن نویسنده : مالك بن نبي جلد : 1 صفحه : 424
عندما رجع إلي الأصدقاء بهذا الجواب، قررت أن أرى الشيخ حتى أتفق معه مباشرة في الموضوع، وكي أهدئ شيئاً من تصوراته المتشائمة بخصوص مصير الرسالة:
- يا فضيلة الشيخ لعلك تخشى علينا بعض العواقب، فمن الممكن أن يبقى اسمي وحده على غلاف الرسالة حتى لا تتورط جمعية العلماء ...
فلم ير هذا الرأي، واحتج عليه:
- إن الحكومة لا تسمح بنشر هذه الرسالة مهما يكن الاسم على غلافها، ما دام محتواها كما هو دون أي تعديل.
فاحتججت بدوري:
- فلنترك الحكومة تأخذ مسؤوليتها في الأمر، دون أن نساعدها عليه بإحجامنا! ..
وفرغنا من المناقشة دون اتفاق، وخرجت منها بفكرة واضحة عن اختلاف طريقة التفكير بيننا، لأن الطريقتين تأتي كل واحدة منهما من ناحية تختلف تماماً عن الناحية الأخرى، وليست القضية مجرد تلقين معلومات، أو تكلم بلغة عصرية كما يقولون اليوم، إذ كثيراً ما شاهدت الاختلاف نفسه مع مثقفين مطربشين أو حاسري الرأس، مثل الدكتور (خالدي)، أتفق معه في كل فكرة وأختلف معه كل مرة على تطبيقها، وكثيراً ما لاحظت في حياتي أن المسلم المثقف مهما يكن نوع ثقافته، يخلق من نفسه المعوقات التي تحول دون العمل إن لم يجدها في طريقه.
ولم يبق علينا إلا أن نفكر في وسيلة أخرى لنشر الرسالة بوصفها صرخة نفير للضمير الجزائري في ظروف تستعجلنا، بينما كان العالم يستعد للحرب على قدم وساق، وقد بدأت زوبعة ممر (دانتزيغ) تجرفه نحو الحرب العالمية الثانية، بينما
نام کتاب : مذكرات شاهد للقرن نویسنده : مالك بن نبي جلد : 1 صفحه : 424