responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله نویسنده : عبد الودود يوسف    جلد : 1  صفحه : 41
فَإِذَا تَهَيَّأَتْ لَهُمْ أَسْبَابُ الاِنْتَاجِ الصِّنَاعِيَّ فِي نِطَاقِهِ الوَاسِعَ، اِنْطَلَقُوا فِي العَالَمِ يَحْمِلُونَ تُرَاثَهُمْ الحَضَارِيَّ الثَّمِينَ، وَانْتَشَرُوا فِي الأَرْضِ يُزِيلُونَ مِنْهَا قَوَاعِدَ الحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ، وَيَقْذِفُونَ بِرِسَالَتِنَا إِلَى مَتَاحِفَ التَّارِيخِ.
وَقَدْ حَاوَلْنَا نَحْنُ الفِرَنْسِيِّينَ خِلاَلَ حُكْمِنَا الطَّوِيلِ لِلْجَزَائِرِ أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى شَخْصِيَّةِ الشَّعْبِ المُسْلِمَةِ، فَكَانَ الإِخْفَاقُ الكَامِلُ نَتِيجَةَ مَجْهُودَاتِنَا الكَبِيرَةَ الضَّخْمَةَ.
إِنَّ العَالَمَ الإِسْلاَمِيَّ عِمْلاَقٌ مُقَيَّدٌ، عِمْلاَقٌ لَمْ يَكْتَشِفْ نَفْسَهُ حَتَّى الآنَ اِكْتِشَافًا تَامًّا، فَهُوَ حَائِرٌ، وَهُوَ قَلِقٌ، وَهُوَ كَارِهٌ لاِنْحِطَاطِهِ وَتَخَلُّفِهِ، وَرَاغِبٌ رَغْبَةًً يُخَالِطُهَا الكَسَلُ وَالفَوْضَى فِي مُسْتَقْبَلٍ أَحْسَنَ، وَحُرِيَّةٍ أَوْفَرَ ...
فَلْنُعْطِ هَذَا العَالَمَ الإِسْلاَمِيَّ مَا يَشَاءُ، وَلِنُقَوِّ فِي نَفْسِهِ الرَّغْبَةَ فِي عَدَمِ الاِنْتَاجِ الصِّنَاعِيَّ، وَالفَنِّيَّ، حَتَّى لاَ يَنْهَضَ، فَإِذَا عَجَزْنَا عَنْ تَحْقِيقِ هَذَا الهَدَفَ، بِإِبْقَاءِ المُسْلِمِ مُتَخَلِّفًا، وَتَحَرَّرَ العِمْلاَقُ مِنْ قُيُودِ جَهْلِهِ وَعُقْدَةِ الشُّعُورِ بِعَجْزِهِ، فَقَدْ بُؤْنَا بِإِخْفَاقٍ خَطِيرٍ، وَأَصْبَحَ خَطَرُ العَالَمِ العَرَبِيِّ، وَمَا وَرَاءَهُ مِنَ الطَّاقَاتِ الإِسْلاَمِيَّةِ الضَّخْمَةِ خَطَرًا دَاهِمًا يَنْتَهِي بِهِ الغَرْبُ، وَتَنْتَهِي مَعَهُ وَظِيفَتُهُ الحَضَارِيَّةُ كَقَائِدٍ لِلْعَالَمِ» [28].

(28) " جند الله ": ص 22.
نام کتاب : قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله نویسنده : عبد الودود يوسف    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست