نام کتاب : فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة نویسنده : ابن سفران القحطاني جلد : 1 صفحه : 250
الحديث: " من أفتي لفتوى من غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه" [1] ومن أعظم ما وقع في الأمة من الانحراف عن الحق: تكفير المسلم الذي ثبت إسلامه، وعدم الاستبيان منه، وهذا كان له بوادر في زمن الصحابة في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- كيف تعالج هذه البوادر، كيف ينظر في هذا الأمر؟
فهذا عمر قال في شأن حاطب: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عمر، أرسله" ثم التفت إلى حاطب وقال: " يا حاطب ما حملك على هذا؟ " فأجاب بجوابه المعروف (2)
وأسامة بن زيد رضي الله عنهما، لما قتل رجلا يقول: لا إله إلا الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟! " قال: يا رسول الله، إنما قالها تعوذا. قال: " فما تفعل بلا إله إلا الله؟ " (3)
وهذا فيه النكير على عدم قبول أسامة إسلام الرجل بقول لا إله إلا الله. واعترض معترض على النبي -صلى الله عليه وسلم- في قسمته المال لما قسم المال بعد إحدى الغزوات فقال: يا رسول الله، اعدل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويحك، من يعدل إذا لم أعدل؟ " فأعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم- مالا كثيرا، ثم قال: [1] الحديث رواه أبو داود في كتاب العلم، باب التوقي في الفتيا، حديث رقم (3657)، وابن ماجه في المقدمة، باب اجتناب الرأي والقياس، حديث رقم (53).
(2) قصة حاطب رواها البخاري في الجهاد والسير، باب الجاسوس، حديث رقم (3007)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر، حديث رقم (2494).
(3) قصة أسامة أخرجها البخاري في كتاب المغازي، باب بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة، حديث رقم (4269).
نام کتاب : فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة نویسنده : ابن سفران القحطاني جلد : 1 صفحه : 250