نام کتاب : صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي نویسنده : المتولي، عاطف إبراهيم جلد : 1 صفحه : 120
من الجدال. وقال عزَّ وجلَّ {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [1]. وقد نقل لنا القرآن الكريم، نماذج عديدة، من صور الحوار
والجدل القرآني، في مجال نصرة العقيدة، منها:
أ- حوارات إبراهيم عليه السلام وقد تعددت أطرافها، ومنها ما كان مع النمرود، وقد اغتر بملكه، وتمرد على خالقه، "وحاج إبراهيم في ربوبية الله؛ فزعم أنه يفعل كما يفعل الله. فقال إبراهيم له: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} أي: هو المنفرد بأنواع التصرف، وخص منه الإحياء والإماتة لكونهما أعظم أنواع التدابير، فقال ذلك المحاج: {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} زعم أنه يفعل كفعل الله ويصنع صنعه، فزعم أنه يقتل شخصا فيكون قد أماته، ويستبقي شخصا فيكون قد أحياه، فلما رآه إبراهيم يغالط في مجادلته ويتكلم بشيء لا يصلح أن يكون شبهة فضلا عن كونه حجة، اطرد معه في الدليل فقال إبراهيم: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ} أي: عيانا يقر به كل أحد حتى ذلك الكافر {فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ} وهذا إلزام له بطرد دليله إن كان صادقا في دعواه، فلما قال له أمرا لا قوة له في شبهة تشوش دليله، {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} أي: تحير فلم يرجع إليه جوابا وانقطعت حجته وسقطت شبهته" [2].وبهذه الحجة المفحمة، والحق المبين تتساقط مزاعم الكفار والظالمين. ومن جدال القرآن وحواره:
ب- حوارات القرآن مع أهل الكتاب، ومن هذا دعوتهم للحوار، ورد كُفْرِيَّاتهم، وبيان فساد تصوراتهم في مواضع عديدة، منها قوله سبحانه {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا [1] - سورة العنكبوت: 46 [2] - تيسير الكريم الرحمن، (تفسير السعدي) ص 130. بتصرف، مرجع سابق.
نام کتاب : صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي نویسنده : المتولي، عاطف إبراهيم جلد : 1 صفحه : 120