2) ماشطة ابنة فرعون:
مر الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء والمعراج وهو فى طريقه إلى بيت المقدس فوجد ريحاً طيبةً، فقال: " يا جبريل ما هذه الرائحة؟ " قال: هذه رائحة ما شطة بنت فرعون وأولادها، بينا هي تمشط بنت فرعون إذا سقط المشط. فقالت: بسم الله، تعس فرعون: فقالت ابنة فرعون، أولك رب غير أبى؟ قالت: نعم، ربى وربك الله. وكان للمرأة ابنان وزوج فأرسل إليهم فراود المرأة وزوجها أن يرجعنها عن دينها، فقال: إنى قاتلكما، فقالا: إحسانا منك إن قتلتنا أن تجعلنا في بيت. وفى رواية قالت: إن لى إليك حاجة، قال: وما هي؟ قالت: تجمع عظامي وعظام ولدى، فتدفنا جميعا، قال: ذلك لك بما لك علينا من حق، فأمر بنقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها لتلقى فيها هي وأولادها، فألقوا واحداُ واحداً حتى بلغوا أصغر رضيع فيهم، فقال: يا أمه قع ولا تقاعسي فإنك على الحق. (1)
3) آسية بنت مزاحم (عليها السلام):
وكانت آسية امرأة فرعون من بني إسرائيل، وقيل: كانت من غيرهم، وكانت مؤمنة تكتم إيمانها، فلمّا قتلت الماشطة، رأت آسية الملائكة تعرج بروحها، كشف الله عن بصيرتها وكانت تنظر إليها وهي تعذب فلمّا رأت الملائكة قوة إيمانها وازدادت يقينًا وتصديقًا لموسى فبينما هي كذلك إذ دخل عليها فرعون، فأخبرها خبر الماشطة، قالت: له آسية: الويل لك ما أجرأك على الله، فقال لها: لعلّك
(1) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد 3/ 116.