أخذناهم فلا يولد لهم بالمدينة ولد ذكر، فكبر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ولد عبد الله. (1)
وانظروا إلي رجاحة عقله وهو ما يزال صغيراً، فقد أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يحتجم، فلما فرغ قال: يا عبد الله، اذهب بهذا الدم فا هرقه حيث لا يراك أحد، يقول: فلما برزت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمدت إلي الدم فحسوته، فلما رجعت إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:: " ما صنعت يا عبد الله؟ " قال: جعلته في مكان ظننت أنه خاف عن الناس، قال: " فلعلك شربته "، قلت: نعم، قال: " ومن أمرك أن تشرب الدم، ويل لك من الناس، وويل للناس منك ". رواه الحاكم. (2)
فأبوه الزبير بن العوام (حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق (ذات النطاقين)، وجده أبو بكر الصديق، وجدته صفية عمة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخالته أم المؤمنين عائشة (الصديقة بنت الصديق) .. فمن في وسط هؤلاء كيف يكون حاله؟
- علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:ـ
أسلم وهو ابن ثمان سنيين .. ونام علي فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الهجرة ليؤدي عنه الأمانات. وهو ابن ثماني عشر سنة قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" نم علي فراشي وتسجى ببردي هذا الحضرمي، فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم ".
هذه الشجاعة بسبب التربية علي الإيمان واليقين في بيت النبوة علي يد أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها.
(1) رواه الحاكم في المستدرك 3/ 548.
(2) في مستدركه 3/ 0554.