الصبر
على تربية الأولاد
لابد للمربي أن يصبر علي من يربهم وبخاصة فلذة الأكباد (الأولاد) فأحيانا يجد الإنسان ولده شرس يضرب أمثاله من الصبيان، يلعب ويلهو فلا يثير ذلك عنده القلق، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يطمئنا حيث يقول:" عرامة الصبي في صغره، زيادة في عقله في كبره. (1)
قال المناوي: عرامة الصبي في صغره: أي حدته وشراسته إذ العرام كغراب الحدة والشرس. زيادة في عقلة في كبره: قال الحكيم: العرم المنكر، وإنما صار منه منكراً لصغره فذاك من ذكاء فؤاده، وحرارة رأسه (2)
ونصبر عليهم ولا ندعو عليهم فقد جاء رجل إلي عبد الله بن المبارك فشكا إليه بعض ولده، فقال عبد الله: هل دعوت عليه؟ قال الرجل: نعم، قال عبد الله: أنت أفسدته. فصلاح الأبناء بيد الله عز وجل، فلا ندعو عليهم بل ندعو لهم، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " دعاء الوالد لولده كدعاء النبي لأمته ".
فكثير من الآباء يهيأ لأولاده، كثير من سُبل الهداية، كالذهاب بهم إلي الكتاتيب ليعلمه القرآن، ثم يدخله المدارس الدينية، ويصطحبه إلي مجالس العلم، وينصحه كثيرا، إلا أنه يجده في اتجاه آخر، ونسي أن يتوجه إلي الله بالدعاء له
(1) رواه الحكيم عن عمرو بن معدي كرب (جمع الجوامع للسيوطي برقم 15355.
(2) المرجع السابق في التعليق علي الحديث، لنخبة من علماء الأزهر.