ونحرك وجمع الله بين ريقك وريقه وليس بينك وبين رسول الله إلا روح يخرج من الجسد قالت إليك عني يا ليت مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا.
فعائشة من أول يوم إلى آخر يوم وهي تقدم للأمة.
قالت عائشة من زوجاتك معك في الجنة؟ قال: " أنت منهن ".
قال - صلى الله عليه وسلم - لها رأيت بياض كفك في الجنة.
هذا ميراث الجميع، فعن أسماء بنت يزيد الأنصارية (رضي الله عنها)، أنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك - واعلم نفس لك الفداء - أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا إلا وهى على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات ومقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضي شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرض، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا
خرج حاجاً أو معتمراً أو مرابطاً حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: " هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه "؟ فالتفت النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها ثم قال: " انصرفي أيتها المرأة، واعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته واتباعها موافقته، يعدل ذلك كله "، فأدبرت المرأة وهى تهلل وتكبر استبشاراً." رواه البيهقى [1]. [1] الدر المنثور في التفسير بالمأثور- للسيوطى 2/ 532.