أيام خوفًا منه، ولكنه على كل حال لم يفعل شيئًا لأنه كان يثق بعباس، ومنذ ذلك الحين صار عباس صديقًا حميمًا لفيصل بن سعود إلى نهاية حياتههما.
ولا ريب أن انتشار أئمة الدعوة في مصر كان له الفضل الأكبر في سريان حقائق الدعوة هناك، ولا سيما أن هؤلاء "الوهابيين" كانوا طلبة علم، فالتحقوا بالأزهر، ودرسوا فيه، ودرَّسوا ...
والأمر الآخر: أن "عباسًا الأول" كان الوحيد من أولاد "محمد علي" الذي كان يتردد إلى المساجد في شهر رمضان لاستماع الدروس والمواعظ الدينية، وفي أيام "عباس باشا" لم يكن أحد يستطيع أن يسير في الشوارع وقت الصلاة وإلا تعرض لسياط "الشاويشية" الأتراك، جنود عباس، وفيما عدا عباسًا كان أبناء "محمد علي" جميعًا يميلون إلى أبيهم "محمد علي الكبير" ويتبعون سياسته في الحكم مائلين إلى الغرب) [1] اهـ
... [1] انظر: "منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة" لتامر متولي ص (37 - 40).