وقال الزركلي في "الأعلام" في ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
"إنه كان ناهجًا منهج السلف الصالح، وداعيًا إلى التوحيد الخالص، ونبذ البدع، وتحطيم ما علق بالإسلام من الأوهام، وكانت دعوته الشعلة الأولى لليقظة الحديثة في العالم الإسلامي كله، تأثر بها رجال الإصلاح في الهند ومصر والعراق والشام وغيره"اهـ [1]. مختصرًا.
وقال الشيخ علي طنطاوي -رحمه الله- في كتابه "محمد بن عبد الوهاب":
"فشت البدع قبل ولادة الشيخ محمد، واعتقد الناس النفع والضرر بالرسول والصالحين، وبالقبور والأشجار، والقباب والمزارات، فيطلبون منهم الحاجات، ويرجعون في الشدائد إليهم، وينذرون لهم، ويذبحون لهم، واشتد تعظيم الأموات.
وكان حظ نجد في هذه الجاهلية الجديدة أكبر الحظوظ، فقد اجتمع على أهله الجهل، والبداوة، والفقر، والانقسام في كل ناحية من نواحي نجد، من الأمراء، بمقدار ما كان فيها من القرى، ففي كل قرية أمير، وفي كل ناحية جمعية أمم، وكان في كل إمارة قبر، عليه بناء، أو شجرة لها أسطورة، يقوم عليها سادن من شياطين الإنس، يزين للناس الكفر، ويدعوهم إلى الاعتقاد بالقبر والذبح له، والتبرك به، والدعاء عنده.
(1) "الأعلام" للزركلي (6/ 257)، وانظر نص كلام الزركلي، والتعليق عليه في كتاب "الانحرافات العقدية والعلمية" (2/ 364 - 372).