المسلمين الشرك الأصغر فضلاً عن غيره، حاشا الرياء الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - "إنه أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل" [1].
وأمر جميع أهل البلدان من أهل النواحي يسألون الناس في المساجد كل يوم بعد صلاة الصبح وبين العشاءين عن معرفة الأصول: وهي معرفة الله، ومعرفة دين الإسلام، ومعرفة أركانه، وما ورد عليها من أدلة من القرآن، ومعرفة محمد - صلى الله عليه وسلم - ونسبه ومبعثه وهجرته، وأول ما دعا إليه: وهي لا إله إلا الله، ومعرفة معناها، والبعث بعد الموت وشروط الصلاة وأركانها وواجباتها وفروض الوضوء ونواقضه، وما يتبع ذلك من تحقيق التوحيد من أنواع العبادة التي لا تنبغي إلا لله كالدعاء والذبح والنذر والخوف والرجاء والخشية والرغبة والرهبة والتوكل والإنابة وغير ذلك.
وبالجملة فمحاسنه وفضائله أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تُذكر. ولو بسطت القول فيها لا تسع الأسفار، ولكن هذه قطرة من بحر فضائله على وجه الاختصار. وكفى بفضله شرفًا ما حصل بسببه من إزالة البدع، واجتماع المسلمين وتقويم الجماعات والجمع، وتجديد الدين بعد دروسه، وقطع أصول الشرك بعد غروسه.
كان -رحمه الله تعالى- هو الذي يجهز الجيوش، ويبعث السرايا، ويكاتب [1] أخرجه الحاكم (2/ 290)، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 368) بأطول من هذا، وصحح الألباني الشطر المذكور هنا بمعناه بشواهده، انظر: "السلسلة الضعيفة" (8/ 229) رقم (3755).