وكان أحد أبناء نجد تلميذًا لهذا الشيخ، وكان من المستحيل عليه أن يرد الشيخ إلى الصواب، وسط هذه الأجواء من الادعاءات والافتراءات التي يشنها الأعداء، وتحرص دولة كبرى كدولة الخلافة العثمانية، ومن ورائها الاستعمار وأذنابه، وكل أصحاب المذاهب والنحل الباطلة على النيل من هذه الجماعة وصاحبها.
وذات يوم فكر الطالب في أمرٍ يرد به شيخه إلى جادة الصواب، ويعرِّفه بحقيقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية، فما كان منه إلا أن نزع غلاف كتاب "التوحيد" [1] للشيخ، وقدَّمه لأستاذه طالبًا منه قراءته وإبداء حكمه عليه.
واستجاب الأستاذ لطلب تلميذه، وقرأ الكتاب، فأثنى عليه ثناء منقطع النظير، بل أضاف أنه من أحسن الكتب التي قرأها في هذا الباب، ومن أكثرها فائدة، وهنا كشف الطالب لأستاذه عن مؤلِّفه الذي يتقرب الشيخ إلى ربه بالنيل منه كل صباح.
فاستغفر الشيخ عما بدر منه في حق هذه الجماعة وصاحبها- وصار من أكثر المدافعين عنها، الداعين لها [2].
- وفي بغداد أوذي الشيخ "علي علاء الدين الألوسي" (ت 1340هـ)، وكان الجامدون من فريق المقلدة يشنعون عليه، وينبذونه "بالوهابية" [3]. [1] وقد أحسن فيه وأجاد، وبلغ الغاية والمراد، فأوسعه العلماء شرحًا واعتناءً وانظر: "عناية العلماء بكتاب التوحيد" للشيخ عبد الله بن عثمان الشايع، طبعة دار طيبة -الرياض- (1422هـ).
(2) "سلفية لا وهابية"ص (388)، وانظر: "حرمة أهل العلم" ص (353).
(3) "أعلام العراق" ص (72).