حملة طوسون باشا
لما رأت الدولة العثمانية عجز والي البصرة، ووالي الشام عن التصدي للوهابين، كلَّفت والي مصر يومئذٍ محمد علي باشا بهذه المهمة، فَسَيَّر جيشًا قوامه أربعة عشر ألفًا من المقاتلين [1] إلى الحجاز بقيادة ابنه أحمد طوسون.
وصلت المراكب التي تحمل جيش طوسون إلى ينبع لإنقاذ الحجاز ممن أسموهم "الخوارج"، فماذا فعلت؟ يقول الجبرتي -رحمه الله-: "نهبت ما كان بالينبع من الودائع والأموال والأقمشة والبن، وسبوا النساء والبنات الكائنات بالبندر، وأخذوهن أسرى، ويبيعوهن على بعضهم البعض".
ويقاتل الوهابيون ببسالة، وتقع هزيمة منكرة بجيش طوسون، فيفر الجنود، وكأنما العفاريت في أثرهم تريد خطفهم.
... [1] وهذا الجيش لم يكن يضم جنودًا مصريين، وهو نفسه الذي فعل الأفاعيل بالمصريين، وكان يتكون -على حد تعبير محمد جلال كشك: من "قطعان البرابرة المتوحشين" اهـ من "السعوديون والحل الإسلامي" ص (159).