"شرعية" الاحتلال! لأن مصر رسميًا جزء من الدولة العثمانية، أو الدولة العلية، ولا يحق لبريطانيا الاعتداء على السيادة العثمانية! وكان هذا التيار يتحرك داخل إطارين، الأول: هو النظر للدولة العثمانية كآخر حاجز في وجه الاستعمار الغربي، حيث تختلط في مفهومهم الخلافة .. بالمسألة الشرقية .. بالعالم الثالث .. الممدد كالفريسة العاجزة، أمام سكاكين الدول الأوروبية، تقطع منه ما شاءت، وليس له من أمل في الدفاع إلا التمسك "بالعروة الوثقى"، أو المناداة بوَحدة شعوبه المتمثلة في أكبر تجمع حضاري، يضمه إطار رسمي، وهو الدولة العلية (العثمانية).
والإطار الثاني: هو حب مصر، والتغني بأمجادها بصوت عال، لطرد أشباح الواقع المذل، وبعث الحماسة في شعبها، من خلال الحديث عن انتصارات الماضي، والتأكيد للانجليز أن مصر قادرة على الدفاع عن نفسها، إذا ما سُمِح لها بتكوين جيش، والدليل هو انتصارات الجيش "المصري" من أيام "أحمس" إلى "محمد علي".
وفي تاريخ الدولة العلية تأليف "محمد بك فريد" زعيم الحزب الوطني نجد نفس موقف الرافعي تقريبًا) اهـ [1].
...
(1) "السعوديون والحل الإسلامي" ص (152).