نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 243
الواضحة لاستغلال الجماهير التي لم يكن بوسعها فهم آليات الاستغلال والقمع» [1].
وكان الملوك يبذلون قصارى جهدهم لمنع المرابين اليهود من اعتناق المسيحية، إذ إن هذا يشكل إضعافًا وتبديدًا للأداة التي يستخدمونها. وكان المرابي الذي يَتنصَّر يفقد كل ثروته التي كانت تئول إلى العرش، لأنه لا يحق له أن (يتمتع بثمرة الرذيلة)، أو هكذا كان التبرير والادعاء!
وكانوا كذلك يلقون بالمرابي اليهودي إلى الجماهير الغاضبة، كبشًا للفداء، إذا ما ثبت أنه يكلف أكثر مما يفيد [2].
يقول شاحاك [3]: «ويروي لنا التاريخ العديد من الروايات المروعة عن الجور والإهانة التي مارسها النبلاء على يهودهم، ولكن الفلاحين كانوا هم الأشد معاناة من الاضطهاد على أيدي كل من ملاك الأراضي واليهود، وقد فرض أنه باستثناء فترات ثورات الفلاحين، فإن النقل الكامل لشرائع الدين اليهودي ضد غير اليهودي كان يقع على الفلاحين».
ويقول أيضًا [4]: «يجب الإشارة إلى أنه في كل أسوأ أشكال الاضطهاد التي تعرض لها اليهود، أي التي كان يُقتل فيها اليهود، فإن الطبقة الحاكمة العليا، الإمپراطورية، والبابا، والملوك والطبقة الأرستقراطية العليا، وكبار رجال الدين، وأيضًا البورچوازية [5] الثرية في المدن ذات الحكم الذاتي، كانت دائمًا في صف اليهود. أما الذين ناصبوا العداء فكانوا ينتمون إلى الطبقات المضطَّهدة والأكثر استغلالًا من غيرها، وأولئك [1] السابق (2/ الصور الإدراكية النمطية وكلاسيكيات وتاريخ معاداة اليهود حتى بداية القرن الثامن عشر) بتصرف يسير. [2] السابق (2/ جماعة يهودية وظيفية مالية (الربا والإقراض)) بتصرف يسير. [3] إسرائيل شاحاك: اليهود واليهودية، ثلاثة آلاف عام من الخطايا، ص (102) باختصار. [4] السابق، ص (104 - 5) باختصار. [5] البورچوازية Bourgeoisie: مصطلح اشتق من الكلمة الفرنسية القديمة (بورچي Burgeis) التي كانت تطلق على ساكني المدينة، ثم صار المصطلح يرمز إلى طبقة اجتماعية ظهرت في القرنين الخامس عشر والسادس عشر من الميلاد، وهم التجار وأصحاب رءوس الأموال والمحلات العامة والحرف.
نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 243