نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 315
والذي انتهى باختفاء پولندا عام 1795م بوصفها وحدة سياسية مستقلة، وبتقسيمها بين الإمپراطورية الروسية والإمپراطورية النمساوية وألمانيا (پروسيا Prussia). وكانت الأراضي التي ضمتها روسيا تضم أكبر عدد من يهود اليديشية.
وكانت البلاد الثلاثة التي اقتسمت پولندا فيما بينها بلادًا زراعية متخلفة. ومع هذا، بدأت تظهر فيها، بتشجيع من الملكيات المطلقة، اتجاهات نحو التصنيع. وكانت حكومات البلاد الثلاثة يحكمها حكام مطلقون مستنيرون (فريدريك الثاني في پروسيا Friedrich II (1712 - 1786 م)، وچوزيف الثاني في النمسا Joseph II (1741 - 1790 م)، وكاترين الثانية في روسيا Catherine II (1729 - 1796 م))، فتبنت هذه الحكومات مقياس مدى نفع اليهود وإمكانية إصلاحهم وتقليل عزلتهم. فتم تقسيمهم إلى نافعين وغير نافعين. وكان الهدف هو إصلاح اليهود، وزيادة عدد النافعين بينهم، وطرد الضارين منهم أو منع زيادة عددهم. وارتبطت هذه العملية بعملية إعتاق اليهود، فلم يكن يُعتَق منهم سوى النافعين.
وتتميَّز الدول الثلاث بأن الدولة المركزية فيها كانت مطلقة ومستنيرة على عكس البيروقراطيات التابعة لها، التي كانت متخلفة وغير مستنيرة بالمرة ومليئة بالأحقاد ضد الأقليات، وخصوصًا في ظروف التحول الاجتماعي. ولذا، فحينما حاولت الدولة إصلاح اليهود بإصدار قرارات كانت البيروقراطية تعوق تنفيذ هذه القرارات.
ولقد تلقَّى يهود اليديشية هذه الضربات من الخارج، في مرحلة كانت اليهودية تمر فيها بأخطر أزماتها الداخلية ابتداءً من القرن الثامن عشر [1]؛ فلقد كان معظم الجماهير اليهودية في تلك المرحلة قد ابتعد عن مراكز الدراسات التلمودية والتقاليد الثقافية الحاخامية التي كانت قد بدأت تفقد صلتها بالواقع، وأصبحت غير قادرة على الاستجابة للحاجة الروحية لدى الجماهير اليهودية، الأمر الذي أدَّى إلى انتشار القبَّالاه [2]. ورغم [1] السابق (4/ يهود اليديشية أو يهود شرق أوروپا). [2] القبَّالاه Kabbalah: هي مجموعة التفسيرات والتأويلات الباطنية والصوفية عند اليهود. والاسم مشتق من كلمة عبرية تفيد معنى التواتر أو القبول أو التقبل أو ما تلقاه المرء عن السلف. [للتوسع، انظر المرجع نفسه (5/ القبَّالاه: تاريخ)].
نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 315