نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 325
وذلك بسبب تعثر تحديث اليهود ورفضهم الاندماج في المجتمع، مما تمخض عن إنشاء جمعيات صغيرة عرفت باسم (أحباء صهيون Hibbat Zion) نبعت من أوديسا Odessa في روسيا، والتي بدورها قامت بتهويد المفاهيم الصهيونية من خلال بعض المفاهيم اليهودية أو شبه اليهودية مثل: رفض الاندماج، والإيمان بأن معاداة اليهود ظاهرة أزلية، ورفض الانتظار السلبي للماشَّيح، وكذلك حل المسألة اليهودية هنا في الأرض وفي هذه الأيام وليس هناك في السماء أو في آخر الأيام.
وكانت هذه الجمعيات تسعى إلى حل مشكلة يهود شرق أوروپاعن طريق جهودهم الذاتية، أي دون الاعتماد على الدول الغربية، وذلك لتهجير من يريد منهم إلى أية بقعة في العالم وتوطينه، ثم استقر الاختيار على فلسطين - وهذا ما عرف بـ (التيار الصهيوني التسللي) -، علمًا بأنهم لاقوا معارضة من دعاة الاندماج من أثرياء اليهود [1].
وتجدر الإشارة إلى أنه حتى ذلك الوقت لم تكن الصهيونية كـ (مصطلح) متعارف عليه رسميًا، إلا بعد ما صاغه المفكر اليهودي النمساوي ناثان بيرنباوم (1864 - 1937م) مؤسس جمعية كاديما Kadimah، أول جمعية (يهودية/صهيونية) طلابية في فيينا؛ فقد صك بيرنباوم هذا المصطلح في إپريل من عام 1890م في مجلته (الانعتاق Selbstemanzipation!) [2] ، وقد شرح معناه في خطاب له بتاريخ 6 نوفمبر 1891م قال فيه: «إن الصهيونية هي إقامة منظمة تضم الحزب القومي السياسي بالإضافة إلى الحزب ذي التوجه العملي (أحباء صهيون) الموجود حاليًا» [3].
وفي هذه الفترة دخلت صهيونية غير اليهود وصهيونية يهود شرق أوروپاطريقًا مسدودًا، ولكن هذا لم يمنع من ظهور بعض علاقات التعاون الودية بين كلتا الصهيونيتين، والتي تمثلت على سبيل المثال في مساعي الصهيوني اليهودي، زعيم الجماعة اليهودية في إنجلترا موسى مونتفيوري Moses Montefiore (1784 - 1885 م)، [1] انظر، د. عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (4/ أوديسا) و (6/ أحباء صهيون). [2] والتي أسسها أثناء فترة دراسته في عام 1885م، ثم تحول اسمها بعد ذلك عام 1894م إلى (الصحيفة القومية اليهودية اليومية Jüedische Volkszeitung). [3] انظر السابق (6/ الصهيونية: تاريخ المفهوم والمصطلح)، وموسوعة ويكيپيديا، مادة: Nathan Birnbaum.
نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 325