responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر    جلد : 1  صفحه : 331
حيثما يوجد عدد ملحوظ من اليهود، وحيث تختفي هذه المشكلة فمعناها أن اليهود قد هاجروا وحملوها معهم. ومن الطبيعي أننا نرحل إلى الأماكن التي لا نلقى فيها الاضطهاد، حتى إذا حللنا هنالك فإن مجرد وجودنا في حد ذاته يولد الاضطهاد».
وقبل أي يطرح هرتزل حلَّه للمسألة - والذي حاول إضفاء صبغة عملية وواقعية عليه: «خشية أن يظن البعض أني أؤلف يوتوپيا» [1] -، وجَّه نقدًا للمحاولات الاستيطانية الصهيونية في عصره (محاولة التسلليين من شرق أوروپابدعم أثرياء الغرب المندمجين) ووصفها بأنها محاولات مستحيلة دخلت طريقًا مسدودًا، فقال [2]: «إن الأساليب المصطنعة التي استخدمت حتى الآن للتغلب على متاعب اليهود إما بالغة التفاهة كالمحاولات الاستعمارية ...» [3]، ويعلل ذلك بقوله بأن «التسلل من شأنه أن ينتهي نهاية سيئة. إنه يستمر إلى اللحظة التي لا يمكن تجنبها، عندما يشعر السكان المحليون أنهم مهددون فيجبرون الحكومة على إيقاف أي تدفق جديد لليهود، وبالتالي فإن الهجرة لا جدوى منها ما لم تقم على أساس من هيمنة مضمونة» [4].
ثم قدَّم الحل البديل، وهو الحل الاستعماري الغربي، فقال [5]: «إن الجمعية اليهودية سوف تتعامل مع الملاَّك الحاليين للأرض، وستضع نفسها تحت حماية القوى الأوروپية، إذا أثبتوا أنهم متعاطفون مع الخطة»، وكان هذا مربط الفرس الذي لم يتنبه إليه أي مفكر صهيوني يهودي من قبله.

وهكذا كان هرتزل يعد بمثابة الحلقة المفقودة بين الصهيونيتين اليهودية وغير اليهودية؛ فعن طريق تقوية الروح القومية، رأى أنه من الممكن إيجاد تفاهم ضمني بين يهود غرب أوروپاويهود اليديشية تتعهد الحركة الصهيونية من خلاله بإخلاء أوروپامن يهودها، أو

[1] السابق، ص (51). واليوتوپيا Utopia: مفهوم فلسفي يطلق على الأفكار المثالية التي لا يمكن تطبيقها في المجتمع نظرًا لبعدها عن الواقع الحقيقي.
[2] السابق، ص (75).
[3] المقصود بها الاستيطانية التسللية.
[4] السابق، ص (83).
[5] السابق.
نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر    جلد : 1  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست