نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 381
البلابل تثار لدى الرأي العام المتخبِّط، وبدأت الأيديولوچية تفقد شرعيتها شيئًا فشيئًا، ومن ثم أخذت في البحث عن مصدر تستمد منه شرعية جديدة لمواجهة انهيار محقق ..
ولقد جاءت الأحداث بترتيب الله العليم الحكيم مزيَّنة في أعين الصهاينة، وموافقة (ظاهرًا) لما ذهبوا إليه في مخيلاتهم؛ فبعد أن أعلنت إسرائيل قيام دولتها في 1948م، بادر زعماء الصهيونية المسيحية بالإعلان - كما جاء على لسان الرئيس الأمريكي السابق چيمي كارتر Jimmy Carter - بأنه: «يعني خلق إسرائيل في عام 1948م العودة أخيرًا إلى أرض الميعاد التي أُخرج منها اليهود منذ مئات السنين ... إن إقامة الأمة الإسرائيلية هو تحقيق للنبوءة التوراتية والتنفيذ الجوهري لها» [1].
وحينها كتب الطبيب الإنجيلي المبشِّر الدكتور لمويل نيلسون بيل Dr. Lemuel Nelson Bell [1894 - 1966 م]، رئيس تحرير مجلة (المسيحية اليوم Christianity Today) [2] يقول: «حقيقة أن توجد القدس الآن، للمرة الأولى منذ ألفي عام، بين [1] انظر، جريس هالسل: يد الله، ص (63). ولكن حينما اقترب كارتر من نهاية سنته الأولى في السلطة، انقلب أصدقاؤه المسيحيون الإنجيليون عليه مستاءين ومصابين بخيبة أمل جراء انحرافاته؛ من جهة، كانت سياسته الخارجية تسير في تعارض مع الميثاق الإبراهيمي، وهو ما بات جليًا حينما قاد مبادرة للسلام بين إسرائيل ومصر، أرغمت الدولة اليهودية على إعادة أرض استُولي عليها أثناء حربي 67 و73م، وهي صحراء سيناء. ومن جهة أخرى، كانت الإجراءات الداخلية بعيدة عن إرضاء اليمين المسيحي الذي اعتبر اهتمام كارتر بحقوق الإنسان وميوله الليبرالية، وخاصة موقفه من حرية الاختيار؛ أي دعمه للإجهاض، منافية لبعض معاييرهم الأخلاقية الأساسية [انظر، باربرا فيكتور: الحرب الصليبية الأخيرة، ص (202)]. ولقد أصدر كارتر مؤخرًا كتاب بعنوان (فلسطين: السلام وليس الفصل العنصري Palestine: Peace Not Apartheid)، ومنذ صدور الكتاب لم تتوقف الحملات الصهيونية القاسية على كارتر من قبل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة؛ حيث سارع كينيث شتاين Kenneth W. Stein المدير السابق لمركز كارتر إلى إعلان قطيعته مع الرئيس السابق معتبرًا أن الكتاب مليء بالأخطاء، في حين أن دنيس روس الموفد الخاص السابق إلى الشرق الأوسط في عهد بيل كلينتون اتهم كارتر بأنه نسخ خرائط ونشرها في كتابه وهي ليست ملكه .. واعتبر مركز سيمون فيزنتال Simon Wiesenthal (1908 - 2005 م) - أحد أبرز المجموعات العالمية للدفاع عن مصالح اليهود في العالم الذي يتخذ من لوس أنچليس مقرًا له - في بيان أن چيمي كارتر أصبح أحد أشرس منتقدي إسرائيل [انظر، (مفكرة الإسلام)، 10 ديسمبر 2006م]. [2] والذي تزوجت ابنته من الإنجيلي الشهير بيللي جراهام، مؤسس المجلة.
نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 381