responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر    جلد : 1  صفحه : 443
من رسائل تؤلب الناس على عثمان، كما قالت عائشة رضي الله عنها: «لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت لهم سوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا» [1].
ووجد الأعراب عثمان مقدِّرا للحقوق، بل وناظرهم فيما نسبوا إليه، وردَّ عليهم افتراءهم، وفسَّر لهم صدق أعماله حتى قال أحدهم وهو مالك الأشتر النخعي: «لعله قد مكر به وبكم» [2].
لكن لم يقف الأمر عند المناظرة، بل كان السبئية ينوون تنفيذ خطتهم على مراحل، فهم قصدوا في تلك المرحلة أن يذكروا لعثمان أخطاء له يقرُّونه بها، ويزعمون بعد ذلك للناس أنه لم يخرج عنها، وأنه لم يتب، فيحلَّ لهم بذلك دمه، فرجعوا بعد مناظرتهم لعثمان إلى أمصارهم وتواعدوا أن يعودوا إلى المدينة في شوال سنة (35هـ/655م)، أي في السنة نفسها [3].
روى الطبري بسنده عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال [4]: «... ثم رجع الوفد المصريون راضين [5]، فبينا هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ثم يفارقهم، ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم ويتبينهم [6]، قالوا له: ما لك، إن لك لأمرًا! ما شأنك؟ فقال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوه فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه

[1] ابن كثير: البداية والنهاية (7/ 195)، وقال: «وهذا إسناد صحيح إليها» اهـ.
[2] تاريخ الطبري (4/ 383). ولمعرفة هذه الافتراءات وما جاء في الرد عليها، راجع (العواصم من القواصم)، للقاضي ابن العربي وتعليق محب الدين الخطيب، ص (61 - 110)، و (تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة)، لمحمد أمحزون، ص (301 - 36).
[3] د. محمد أمحزون: تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة، ص (245) بتصرف.
[4] تاريخ الطبري (4/ 355 - 6)، ويقول الدكتور محمد أمحزون: «وهي من أصح الروايات» [انظر السابق، ص (246)].
[5] كان الزاحفون على مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فريقين: رؤساء خادعين على درجات متفاوتة، ومرءوسين مخدوعين وهم الكثرة التي بُثَّت فيها دعايات مغرضة. [انظر: العواصم من القواصم، ص (125) الهامش].
[6] ولا يتعرض لهم ثم يفارقهم ويكرر ذلك إلا ليلفت أنظارهم إليه، ويثير شكوكهم فيه. وهذا ما أراده مستأجرو هذا الرجل لتمثيل هذا الدور، ومدبرو هذه المكيدة لتجديد الفتنة بعد أن صرفها الله وأراح المسلمين من شرورها. [انظر: العواصم من القواصم، ص (126) الهامش].
نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر    جلد : 1  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست