نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 482
للحق من الآخر، ولما كان يوم النهروان (38هـ) وانتصر علي - رضي الله عنه - على الخوارج، صار يبحث - رضي الله عنه - في القتلى عن ذا الثدية - والذي أخبر عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في رواية أخرى [1] -، حتى وجده فيهم، وسجد لله شكرًا إذ علم أنه أولى الطائفتين بالحق. أيضًا، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمار بن ياسر - رضي الله عنه -: «تقتلك الفئة الباغية» [2]، وكان عمار في جيش علي - رضي الله عنه - يوم صِفِّين، والذي قتله من جيش معاوية - رضي الله عنه - لم يكن صحابيًا.
- وقال - صلى الله عليه وسلم - عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -: «شهيد يمشي على وجه الأرض» [3]، وقد قُتل - رضي الله عنه - يوم الجمل بسهم غير مقصود أصابه في قدمه مكان إصابة قديمة فمات منها - رضي الله عنه -.
- وسأل ابن عباس علي بن أبي طالب رضي الله عنهما: «إلى أين يدخل قاتل ابن صفية؟ قال: النار» [4]، وفي رواية أنه قال: «بشر قاتل ابن صفية بالنار»، ثم قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن لكل نبي حواريًا، وحواريَّ الزبير» [5]. ومعلوم أن طلحة والزبير رضي الله عنهما من العشرة المبشرين بالجنة، ومعلوم أيضًا أنهما كانا في فريق معاوية - رضي الله عنه -، فكيف يبشرهما الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجنة إن لم يكونا على حق؟
- قال الله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [6]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية [7]: «فقد جعلهم مع وجود الاقتتال والبغي مؤمنين إخوة، بل مع أمره بقتال الفئة الباغية جعلهم مؤمنين. وليس كل ما كان [1] رواه مسلم، كتاب الزكاة: 1066 [2] رواه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة: 2916 [3] رواه ابن ماجه، كتاب المقدمة: 125، وصححه الألباني. [4] صحيح، أورده ابن حجر في (الإصابة) (2/ 216)، وقد قتله يوم الجمل رجل يقال له ابن جرموز، كما يذكر ابن حجر في الرواية ذاتها عن ابن عباس أنه قال للزبير يوم الجمل: «أجئت تقاتل ابن عبد المطلب؟ قال: فرجع الزبير فلقيه ابن جرموز فقتله، قال: فجاء ابن عباس إلى علي فقال: إلى أين يدخل قاتل ابن صفية؟ قال: النار»، ومعلوم أن ابن جرموز هذا لم يكن صحابيًا. [5] المسند (1/ 89)، وإسناده حسن. [6] الحجرات: 9 - 10 [7] ابن تيمية: مجموع الفتاوى (35/ 72).
نام کتاب : حصان طروادة الغارة الفكرية على الديار السنية نویسنده : عمرو كامل عمر جلد : 1 صفحه : 482