والجواب: أن هذا القول صدر من الفاروق - رضي الله عنه - ولم يقصد به أن يَرُدّ قوله - صلى الله عليه وسلم -، بل قصد راحته ورفع الحرج عنه - صلى الله عليه وسلم - في حال شدة المرض، إذ كل محب لا يرضى أن يتعب محبوبه ولا سيما في المرض، مع عدم كون ذلك أمرًا ضروريًا، ولم يخاطب بذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - بل خاطب الحاضرين تأدبًا، وأثبت الاستغناء عن ذلك بقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [3]، والذي به انسد باب النسخ والتبديل والزيادة والنقصان في الدين [4].
...
كانت هذه نبذة يسيرة عن الرافضة وعن عقائد أسلافهم، حيث أن هذا الكتاب لا يسع ذلك على سبيل الاستقصاء. ويعلم الله تعالى ما كابدت من أجل الوصول إلى أعالي الأسانيد توثيقًا لما ذكرت، وذلك كي لا يقول قائل أن ما ذكرته هو من جملة الافتراءات والتشنيع عليهم.
ولئن طالتني ألسنة الجرح، فأقول كما قال الشاعر:
قيل إن الإله ذو ولد ... قيل إن الرسول قد كهنا
ما نجا الله والرسول معًا ... من لسان الورى فكيف أنا؟!