نام کتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية نویسنده : البهنساوي، سالم علي جلد : 1 صفحه : 143
وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».
إن النبي الذي طلب منهم الصبر على البلاء لأنه سنة الدعوات، قد أعلن لهم بكل الثقة في الله، أن الله سينصر دينه، وسيحكم الإسلام أرض الجزيرة بل ومن صنعاء إلى حضرموت.
ولكن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يقل للمستضعفين إن هذا النصر سيتم على أيديهم، ولم يقدم وعودًا لأحد منهم يجني ثمار صبره في هذه الدنيا. ذلك لأن المسلم لا يبتغي بإسلامه إلا نصرة دينه، وطاعة ربه والجزاء الذي وعده الله به، وهو الجنة في الحياة الآخرة وليس الفوز بشيء من الدنيا.
قد يأتي هذا النصر، وقد يتأخر ليجني ثماره أجيال أخرى كما حدث لأصحاب الأخدود. فقد أدخلوا نار الدنيا وحرقوا عن آخرهم، والسبب الذي رواه القرآن الكريم هو قول الله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [1]. والعقاب الذي توعد به الظالمين هو قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [2].
لقد تجاهل هؤلاء هذه الحقائق التاريخية، وزعموا أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية هي التي دفعت المستضعفين للانضمام إلى جماعة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما تجاهلوا أن الإسلام قد اعتنقه أغنياء وفقراء، بل لم يكتفوا بهذا التفسير الخاطئ الكاذب، بل زوروا التاريخ ليثبتوا صدق زعمهم، وذلك على حساب القرآن والسنة النبوية.
ومن صور هذا قول أحدهم:
«كان المدين ينزل للدائن عن زوجته أو عن أمه أو عن ابنته أو عن زوجة أبيه ليتسلمها الدائن، لا ليستمتع بها وحده فحسب، فقد كان من حقه بعد أن يستمتع بها، أن يلحقها بأحد بيوت اللهو الكبيرة، التي كانت ترفع عليها رايات خاصة».
والمصادر التاريخية تثبت كذب هذا الافتراء أصلاً، كما تثبت عدم صدق التفسير المادي الذي اختاروه.
يقول (فيليب حتي) في كتابه " تاريخ العرب ": [1] [البروج: 8]. [2] [البروج: 10].
نام کتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية نویسنده : البهنساوي، سالم علي جلد : 1 صفحه : 143