نام کتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية نویسنده : البهنساوي، سالم علي جلد : 1 صفحه : 82
8 - كما ذكر الدكتور فؤاد زكريا «أن وزارات التربية في العالم هي التي تضم النخبة من المحافظين، وأن هذا النوع من التعليم مرتبط بانتشار فكرة السلطة، فسلطة الأب مفروضة داخل الأسرة، وسلطة الدين وهو يفسر تفسيرًا سلطويًا فيه الطاعة العمياء دون مناقشة، فيمتد كل هذا إلى ميادين التعليم الذي يصبح سلطويًا أيضًا».
9 - وبتاريخ 31/ 5 / 1986 نشر قول الأستاذ خليل حيدر «... إن الحركة الدينية تطورت من حركة سياسية تطالب بتجميع كل القوى العربية والإسلامية، للتصدي للاستعمار الغربي في القرن التاسع عشر، انتقلت مع سقوط الخلافة في أوائل العشرينات إلى حركة تطالب بإعادة الخلافة الإسلامية، وانتقلت بعد الحرب العالمية الثانية إلى المطالبة بالدولة الإسلامية البحتة .. ونجدهم لا يتحدثون أبدًا عن الديمقراطية، بل التركيز على الشورى وفيها لهم مفهوم خاص، فهي ليست إشراك كافة القوى السياسية في الحكم. فالشورى هي إشراك الصفوة، أو نوع من الديمقراطية المحتواة».
أَوْهَامٌ وَتَنَاقُضَاتٌ!!:
إن هذه الأقوال تتوارد فيها المعاني والعبارات، لتتفق على أمر رئيسي، هو أن تخلف الأمة العربية يرتبط بتقيدها بماضيها، ومنه التراث الإسلامي والسلفية - أي الأصولية الإسلامية -، وإن علاج هذا التخلف يحتاج إلى ثورة فكرية، وعلى الأخص فيما يتعلق بالتفكير الميتافيزيقي وربطه بالماضي والسلفية أو غيره، وهذا ينطوي على الثورة على العقيدة الإسلامية، والتشريعات الواردة في القرآن والسنة باعتبارها فكر غيبي؛ لأن معنى التفكير الميتافيزيقي - الذي لَمْ يُشِرْ إليه أصحاب هذه الأقوال - هو التفكير الغيبي، والميتافيزيقا هي ما وراء الطبيعة. وتشمل الأنتولوجيا: وهو علم الوجود، والكوزمولوجيا: وهي علم أصل الكون وتكوينه، وعند التوسع فيها تشمل الفلسفة وفروعها، ويتضيق المعنى وحصره تشمل علم الوجود (الأنتولوجيا). كما تشمل مجموعة المبادئ التي يقوم عليها موضوع معين.
وهذا الذي تواردت عليه أقوال من ذكرنا هو وهم، بل أوهام، قدمت للقراء في ثوب علمي خداع، ينطوي على تناقضات، وهذا ما نركزه في الآتي:
أَوَّلاً: الخَلْطُ بَيْنَ الإِسْلاَمِ وَالنِّظَامِ البَابَوِيِّ:
إن جوهر الخديعة والتناقض هو قياس تراث الأمة العربية، بما فيه القرآن الكريم
نام کتاب : تهافت العلمانية في الصحافة العربية نویسنده : البهنساوي، سالم علي جلد : 1 صفحه : 82