نام کتاب : تنزيه القرآن الكريم عن دعاوى المبطلين نویسنده : السقار، منقذ بن محمود جلد : 1 صفحه : 164
ويجدر التنبيه هنا إلى أنه لا يلزم من تخيله - صلى الله عليه وسلم - أنه فعل الشيء الذي لم يفعله أن يجزم بتخييله ذاك، فقد يكون تخييله من جنس الخاطر الذي يخطر على باله ولا يثبت [1]، وهو أمر قد يحصل لأي أحد من غير سحر ولا نفث عقد.
وقد اعتبرت الملائكة ما أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من السحر من جنس المرض الذي يصيب الأنبياء وغيرهم، فقال «أحدهما للآخر: ما وجع الرجل؟» فاعتبراه مريضاً، وكذلك اعتبره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقد قال في آخر الحديث: «فأما أنا فقد شفاني الله» [2]، وفي رواية: «إن الله أنبأني بمرضي»، وكذلك ورد في حديث عائشة قولُها: (فكان يدور ولا يدري ما وجعه) [3]، وقال ابن عباس: (مرض النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأُُخذ عن النساء والطعام والشراب) [4].
وفي قصة سحره - صلى الله عليه وسلم - فوائد، منها: قطع ذرائع الغلو في شخصه - صلى الله عليه وسلم -، والإيمان أنه بشر كسائر البشر {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً} (الإسراء: 93).
ومنها الدلالة على نبوته - صلى الله عليه وسلم - [5]، فقد قالت أخت الساحر لبيد: "إن يكن نبياً فسيُخبر، وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله" [6]، وقد كانت الأُولى حين أخبر، ثم شفي لما أنزل الله عليه المعوذتين. [1] انظر: فتح الباري، ابن حجر (10/ 226). [2] أخرجه البخاري ح (3268). [3] انظر: فتح الباري، ابن حجر (10/ 227 - 228). [4] انظر: ابن سعد في الطبقات (2/ 198)، والبيهقي في الدلائل (6/ 248) وأضواء البيان، الشنقيطي (4/ 130). [5] انظر: فتح الباري، ابن حجر (10/ 227)، ولأجل ذلك أورد البيهقي قصة سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتابه "دلائل النبوة". [6] أخرجه ابن سعد في الطبقات ح (2/ 198)، وهو مرسل.
نام کتاب : تنزيه القرآن الكريم عن دعاوى المبطلين نویسنده : السقار، منقذ بن محمود جلد : 1 صفحه : 164