نام کتاب : تنزيه القرآن الكريم عن دعاوى المبطلين نویسنده : السقار، منقذ بن محمود جلد : 1 صفحه : 201
وهذا المذكور عن هذه الجوارح ينطبق على القلب تماماً، فالقلوب التي يتحدث عنها القرآن هي القلوب المعنوية، لا المضغة الجسدية، ومثاله في القرآن كثير، كقوله: {وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام: 43)، وكقوله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28).
والمقصود في كل هذا القلوب العاقلة، لا المضغة الصنوبرية التي في الجسم {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج: 46).
ومثله في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا مقلب القلوب» [1]، فالمقصود تقليب القلوب المعنوية من الكفر إلى الإسلام، وليس المقصود تقليب القلوب المادية.
وهذا الفهم ليس بجديد عند العلماء المسلمين، بل هو قديم نقله الرازي في تفسيره عن بعض السابقين، وعزاه ابن أمير الحاج المتوفى سنة 879هـ إلى عامة أهل السنة والجماعة بقوله: "ومحلها أي القوة التي هي العقل؛ الدماغ للفلاسفة وخصوصاً الأطباء، وأحمد في رواية، وأبي المعين النسفي، وعزاه صدر الإسلام إلى عامة أهل السنة والجماعة، فقال: وهو جسم لطيف مضيء محله الرأس عند عامة أهل السنة والجماعة، وأثره يقع على القلب، فيصيرُ القلب مدركاً بنور العقل الأشياءَ، كالعين تصير مدركة بنور الشمس وبنور السراج الأشياء" [2].
وما قلناه عن القلوب والعيون والآذان المعنوية الإيمانية ينطبق تماماً على الصدور، فنقرأ في القرآن والسنة حديثاً متكرراً عن انشراح الصدر وانقباضه [1] أخرجه الترمذي ح (2140)، وأحمد ح (11697). [2] التقرير والتحبير، ابن أمير الحاج (3/ 378).
نام کتاب : تنزيه القرآن الكريم عن دعاوى المبطلين نویسنده : السقار، منقذ بن محمود جلد : 1 صفحه : 201