نام کتاب : تنزيه القرآن الكريم عن دعاوى المبطلين نویسنده : السقار، منقذ بن محمود جلد : 1 صفحه : 36
الجمع العثماني:
وفي عهد عثمان الخليفة الثالث للنبي - صلى الله عليه وسلم - قدم حذيفة بن اليمان إلى الخليفة يشكو اختلاف المسلمين في القراءة بسبب جهل الكثيرين بالحكمة من الأحرف السبعة والإذن بالقراءة بها، لأن الله نزل القرآن بها جميعاً، فجعل بعضهم يقول: إن حرفه أصح من حرف غيره، وحصل بينهم مراء في الأحرف، وهي كلها قرآن منزل من الله، سهَّل الله بها القراءة على الناس الذين لم يعتادوا على لغة قريش، يقول حذيفة: (يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى) [1].
فاستشار عثمان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في إعادة نسخ القرآن وفق لغة قريش التي نزل بها القرآن أول مرة، فوافقوه في ذلك، يقول علي بن أبي طالب: إن عثمان قال: (فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفراً. قلنا: فماذا ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة، ولا يكون اختلاف. قلنا: فنعم ما رأيت) [2].
وكوَّن عثمان - رضي الله عنه - لجنة عمادها أربعة من حفاظ القرآن، ثم أضاف إليها ما جعل أعضائها اثني عشر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقول كثير بن أفلح: (لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أُبي بن كعب وزيد بن ثابت) [3].
وبدأت اللجنة بنسخ مصحف أبي بكر وكتابته وفق لسان قريش، يقول حذيفة: (فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف؛ ننسخها في [1] أخرجه البخاري ح (4988). [2] أخرجه ابن أبي داود في كتاب المصاحف ح (77)، وصحح إسناده ابن حجر في الفتح (9/ 18). [3] أخرجه أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف ح (88).
نام کتاب : تنزيه القرآن الكريم عن دعاوى المبطلين نویسنده : السقار، منقذ بن محمود جلد : 1 صفحه : 36