responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي    جلد : 1  صفحه : 129
والإسماعيلية [1] وبعض الزيدية [2] قياساً على النبوة، وهي عندهم لطفٌ يمنع من يختص بها عن فعل المعصية مع قدرته عليها، ويقصدون العصمة عن الذنوب كبيرها وصغيرها، وعن الخطأ والنسيان [3]، ومعناها: أنَّ أهل البيت - الذين منهم تكون الخلافة - يتمتعون بالتوفيق الإلهي والإلهام، وهو غير الوحي الخاص بالأنبياء، فهم يفسِّرون الشريعة ويجتهدون [4]، ومن ثَمَّ فقد جعلوا النبوة ممتدة في الإمامة، وجعلوا طبيعة سلطة الإمام دينيَّة إلهية لا مدنيَّة. وقالوا: إنَّها شأن من شؤون السماء، حددت فيها ذوات الأئمة والوصيَّة والميراث، ولا شأن للبشر في شيء من ذلك [5].
واستدل الإمامية على عصمة الأئمة بدليل عقلي وآخر نقلي:
أما الدليل النقلي فقوله - عز وجل -: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} البقرة/124. فدلَّت هذه الآية على أمرين: الأول: أنَّ نَصْب الإمام من قِبَلِ الله - عز وجل -، والثاني: عصمة الإمام لأن المذنب ظالمٌ ولو لنفسه [6].
وأما الدليل العقلي: فهو أنَّ عدم افتراض العصمة يؤدي إلى التسلسل أو الدور، أما التسلسل فإن الخطأ يقع من البشر، ولا يمكن رفع الخطأ الممكن إلا

[1] المصابيح في إثبات الإمامة للكرماني: ص 74. المسلك في أصول الدين للحلي: ص 198. منهاج السنة النبوية لابن تيمية: 2/ 110. الأربعين للرازي: 2/ 263. طوالع الأنوار للبيضاوي: ص 237.
[2] نصرة مذاهب الزيدية لابن عباد: ص 129. ولعل القائل بوجوب عصمة الإمام من الزيدية هم السليمانية، انظر: أصول الدين للبغدادي: ص 278. معالم أصول الدين للرازي: ص 136.
[3] الألفين للحلي: ص 67. عقائد الإمامية لمظفر: ص 54. الشافي في الإمامة للشريف المرتضى: 1/ 137 هامش (1). الملل والنحل للشهرستاني: 1/ 146. شرح العقائد النسفية للتفتازاني: ص 178 - 179.
[4] استدلوا بدليل اللُّطف على وجوب النبوة، وبنفس الدليل على وجوب الإمامة على الله تعالى. انظر: كشف المراد للحلي: ص 325. أوائل المقالات للشيخ المفيد: ص 64.
[5] ولكنهم - وبعد مرور ما يقرب من ثلاثين سنة على قيام الجمهورية الإسلامية في إيران - لا يختلفون عمن عداهم في نظام حكمهم، فهو نظام يختار الناس فيه قادتهم بالانتخاب، ولا تكاد تجد فرقاً بينهم وبين بقية النظم باستثناء ولاية الفقيه.
[6] المسلك في أصول الدين للحلي: ص 155. علل الشرائع للقمي: 1/ 123 باب العلة التى من أجلها أمر الله تعالى بطاعة الرسل والائمة صلوات الله عليهم رقم (102). الشافي في الإمامة للشريف المرتضى: 1/ 36 الحاشية (2) لعبد الزهراء الحسيني الخطيب. الكافي للكليني: 1/ 175 رقم (1). شرح أصول الكافي للمازندراني: 5/ 111. الخلافة والملك: لعبد السلام ياسين (العصمة) من كتاب على الإنترنت.
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست