نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 13
الموجود في الكتاب والسُّنَّة يدل على أنَّ هذا الاسم يتناول كل من خَلَفَ غيره، سواء استخلفه أو لم يستخلفه، فقوله - عز وجل -: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} يونس/14. وقوله - عز وجل -: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ} الأنعام/165، وقوله - عز وجل -: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} الزخرف/60. وغيرها، يدل على الخلافة دون استخلافٍ ممن قبله. وقوله - عز وجل -: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} الأعراف/142، يدل على الاستخلاف. وإن كان الغالب في الاستعمال للكلمة هو من كان خليفة عن الأول وإن كان الأول لم يستخلفه، ومعلوم أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستخلِف واحداً معيناً، وكان عمر - رضي الله عنهم - يقول: «إنْ أستخلفْ فقد استخلَف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -» [1]. وكان - رغم عدم استخلاف النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر - رضي الله عنه - يقول لأبي بكر: يا خليفة رسول الله، فعُلم أنَّ الاسم عامٌ فيمن خَلَفَ غيرَه. اهـ [2]. وهذا هو رأي ابنُ تيمية [3]، ولكن الأمثلة التي ضربها - رحمه الله - للدلالة على أنَّ كلمة (خليفة) تطلق على من كان خليفة دون استخلاف، إنَّما هي أمثلة لا تَدلُّ على ما استَدَل عليه منها، لأنَّ هذه الآيات كلَّها تنطق بأنَّ الله هو الذي جعلهم خلائفَ إذاً فهو المستخلِف، ولم يَخْلُفوا دون استخلاف، ولئن لم يظهر لنا كيف استخلَفهم الله فلأنَّ هذا من شؤون التدبير والقدرة الإلهية، ومظهرُها اتفاقُ الناس على خليفة [4]. [1] صحيح البخاري: 6/ 2638 كتاب الأحكام، باب الاستخلاف، رقم الحديث (6792) عن ابن عمر. صحيح مسلم: كتاب الإمارة، باب الاستخلاف وترْكُه، رقم الحديث (1823) عن ابن عمر. المستدرك: 3/ 101 رقم (4526) عن ابن عمر، ولم يعلق عليه الذهبي. والترمذي في سننه: 4/ 502 كتاب الفتن باب ما جاء في الخلافة رقم (2225) عن ابن عمر. وسنن أبي داود: 3/ 133 كتاب الخراج، باب في الخليفة يستخلف رقم (2939) عن ابن عمر. ومسند أحمد: 1/ 393 في مسند عمر بن الخطاب رقم (299) قال محقق الكتاب: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسنن البيهقي الكبرى: 8/ 148 كتاب قتال أهل البغي، باب الاستخلاف، عن عمر بن الخطاب، بدون رقم. ومسند أبي يعلى: 1/ 182 رقم (206) عن ابن عمر. [2] المحيط في اللغة لابن عباد: 4/ 346 مادة (خلف). معجم متن اللغة لأحمد رضا: 2/ 323 مادة (خلف). لسان العرب لابن منظور: 9/ 82 - 83 مادة (خلف). الصحاح للجوهري: 1/ 365 مادة (خلف). منهاج السنة النبوية لابن تيمية: 3/ 10، 520، 521. وانظر: الإمامة من كتاب المغني للقاضي عبد الجبار: ص 172. والموسوعة الفقهية: 6/ 216 وما بعدها (الإمامة الكبرى). [3] انظر ترجمة ابن تيمية في فهرس الأعلام: رقم (5). [4] مما يدل صراحة أن الله هو المستخلف ما رواه البخاري في صحيحه: 3/ 1405 كتاب المناقب، باب هجرة = = الحبشة رقم (3583) عن عثمان - رضي الله عنه - وفيه: «ثم استخلف الله أبا بكر».
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 13