نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 369
كان تنامي المد الشيوعي السوفييتي، وانتشار الفكر القومي في البلاد الإسلامية، دافعاً وراء إنشاء الرابطة وانطلاقها، أما الاستعمار بصورته التقليدية فلم يكن له أثر يذكر في ظهور فكرة الرابطة، لأن معظم البلاد الإسلامية كانت قد تحررت من النفوذ الاستعماري، ولأن الاستعمار التقليدي كان قد انتهى دوره بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وظهور القوتين الأكبر وهما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي.
تأسيس رابطة العالم الإسلامي:
انعقد المؤتمر الإسلامي العام - الذي أصبح بعد ذلك جزءاً من الهيكل التنظيمي لرابطة العالم الإسلامي- في مدينة مكَّةَ المكرمة بتاريخ 14 ذي الحجة 1381 هـ/ الموافق 18 أيار 1962 م، وأنشئت بموجب قرار صادر عنه هذه الرابطة وبدعوة من حكومة السعودية، وكان من مؤسسيه: الشيخ محمد الصبان [1]، والندوي [2]، وغيرهما، واختيرت مدينة مكة المكرمة لتكون مقرًّا للمؤتمر [3].
وكان قد تزامن مع أعمال المؤتمر إنشاء الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة [4].
والمتتبع لأهداف المؤتمر وتوصياته يلحظ من خلاله الأسباب التي دعت لتأسيس الرابطة الإسلامية، فالمؤتمر تطرَّق إلى الحديث عن العدالة الاجتماعية قاصداً من وراء ذلك سحب البساط من تحت أقدام دعاة الاشتراكية الذين يتشدقون دائماً بأنهم يحاولون تطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية. [1] انظر ترجمة الشيخ محمد الصبان في فهرس التراجم رقم (70). [2] انظر ترجمة الندوي في فهرس التراجم رقم (117). [3] انظر: مؤتمرات الرابطة، الموقع الرسمي للرابطة. [4] انظر: مؤتمرات الرابطة في الموقع الرسمي للرابطة على النت. ولكن لم تتمكن الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة من تحقيق أهدافها العالمية، وغدت أقرب إلى الجامعة الوطنية منها إلى الجامعة العالمية، وذلك للضغوط التي مورست عليها.
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 369