نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 94
فدعا عثمان - رضي الله عنه - زياد بن لبيد فنهاه وشذبه، فجعل الناس هذه الحادثة من ضمن ما لاموا عثمان - رضي الله عنه - عليه.
وإنَّما لم يقتص عثمان - رضي الله عنه - من عبيد الله بالهرمزان للشبهة؛ فقد تأول عبيدُ الله واعتقد حل قتله لشبهة اشتراكه بقتل أبيه، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «ادرؤوا الحدود ما استطعتم» [1] وهذا أمر يخضع للاجتهاد ولا يلام عليه.
على أن الطبري روى أن عثمان - رضي الله عنه - قد أمر بالقصاص من عبيد الله وأنه سلَّمه لابن الهرمزان ليقتص منه ولكنه عفا عنه [2].
الانتقاد الثاني: ومما أنكره الناس على عثمان أنه كان يحابي أقرباءه من بني أمية ويولِّيهم المناصب، وإنما كان يفعل ذلك من باب صلة الرحم اجتهاداً منه - رضي الله عنه - [3] والأمثلة على ذلك كثيرة:
1 - فمن ذلك توليته للوليد بن عقبة بن أبي معيط - وهو صحابي، وأخوه لأمه [4] - الكوفةَ بدل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - وهو أحد أهل الشورى ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وقد كان عثمان - رضي الله عنه - ولى سعداً الكوفة تنفيذاً لوصية عمر - رضي الله عنه -، أن يستعين به الخليفة الذي سينُتخب بعده عندما قال: «فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة» [5]، فلما اشتكى أهل الكوفة سعدَ بن أبي وقاص إلى عثمان حتى قالوا: [1] رواه الترمذي في سننه: 4/ 33 كتاب الحدود، باب ما جاء في درء الحدود رقم (1424) عن عائشة. [2] ذكر الطبري في تاريخه: 2/ 590. وجاء مثله في المحلى لابن حزم: 11/ 115. وفي التمهيد والبيان للمالقي: ص 41 أن عثمان إنما دفع الدية بعد أن عفا القماذبان بن الهرمزان عن عبيد الله بعد أن أمكنه عثمان من القصاص منه، فإن صحت الرواية فلا يصح القول أن عثمان - رضي الله عنه - قد عطل الحد، والله أعلم. [3] تاريخ اليعقوبي: 2/ 173 - 174. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: مج 3/ 114. العواصم من القواصم لابن العربي: ص 76 - 77. [4] فتح الباري لابن حجر: 7/ 55. شذرات الذهب لابن العماد: 1/ 35. [5] كان عزل عمر - رضي الله عنه - لسعد - رضي الله عنه - سنة 20 أو 21 هـ كما في فتح الباري لابن حجر: 2/ 237. وكان عزل عثمان - رضي الله عنه - لسعد - رضي الله عنه - سنة 25 هـ؛ وسببه أن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - استقرض من عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - من بيت المال مالاً فأقرضه، فلما تقاضاه لم يتيسر عليه فارتفع بينهما الكلام، فغضب عليهما عثمان - رضي الله عنه - وانتزع الإمارة من سعد وعزله، واستعمل الوليدَ بنَ عقبة وكان عاملاً لعمر - رضي الله عنه - على ربيعة بالجزيرة، فقدم الكوفة وكان أحب الناس إلى الناس وأرفقهم بهم فكان كذلك خمس سنين. انظر: فتح الباري لابن حجر: 7/ 55 - 56. وتاريخ الطبري: 2/ 595. والتمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقي: ص 50. وشذرات الذهب لابن العماد: 1/ 35. والأثر رواه البخاري في صحيحه: 3/ 1353 وما بعدها كتاب المناقب، باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان رقم (3497) عن عمرو بن ميمون. وذكره ابن عساكر في تاريخه: 20/ 287. والمالقي في التمهيد والبيان: ص 25. والسيوطي في تاريخ الخلفاء: ص 135.
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 94