responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 145
ب- استخلاف الله تعالى لداود عليه السلام:
قال تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ
الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص:26].
خاطب الله تعالى داود عليه السلام بأن جعله حاكمًا بين الناس في الأرض, فله الحكم والسلطة, وعليهم السمع والطاعة, ثم بين الله تعالى له قواعد الحكم تعليمًا لغيره من الناس.
1 - {فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ" أي فاقض بين الناس بالعدل الذي قامت به السموات والأرض, وهذه أولى وأهم قواعد الحكم.
2 - {وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى" أي لا تمل في الحكم مع أهواء نفسك أو بسبب مطامع الدنيا, فإن اتباع الهوى مزلقة ومدعاة إلى النار, لذا قال: {فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ" أي أن اتباع الهوى سبب في الوقوع في الضلال والانحراف عن جادة الحق, وعاقبته الخذلان, قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ".
أي أن الذين يتنكبون طريق الحق والعدل, لهم عقاب شديد يوم القيامة والحساب الأخروي, بسبب نسيانهم أهوال ذلك اليوم, وما فيه من حساب شديد دقيق لكل إنسان, وبسبب تركهم العمل لذلك اليوم, ومنه القضاء بالعدل.
والعبرة من هذا الموضوع: الوصية من الله عز وجل لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق, ولا يحيدوا عنه, فيضلوا عن سبيل الله, وقد توعد الله من ضل عن سبيله وتناسى يوم الحساب بالوعيد الأكيد والحساب الشديد [1].
إن الآية الكريمة تبين أن الحكم بين الناس, مرتبة دينية, تولاها رسل الله,

[1] انظر: تفسير المنير (23/ 188).
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست