نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 163
المبحث الثاني
فقه التمكين عند ذي القرنين
أولاً: من هو ذو القرنين؟
اختلف المفسرون في اسم ذي القرنين ونسبه وزمان وجوده وسبب تلقيبه بذي القرنين, لقد تضاربت أقوالهم وآراؤهم, وتعارضت أدلتهم, واعتمد الكثير منهم على الإسرائيليات والخرافات والأساطير, والروايات الواهية, والأخبار الكاذبة.
وعندما طالعت الكتب التي تحدثت عن ذي القرنين [1] خرجت بنتيجة وهي لا يمكننا الجزم بتحديد شخصية ذي القرنين, ولا تحديد رحلاته الثلاث التي أشار إليها القرآن الكريم, ولا تحديد السد الذي بناه على الكرة الأرضية.
إن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لم يتعرضا إلى تلك التفصيلات, وبما أنهما سكتا عن المعلومات التفصيلية, فلا دلالة يقينية عليها.
ولذلك يكون كلام المفسرين وأهل التاريخ والعلماء عنها من باب الظن وليس من باب الجزم [2].
لقد قالوا إن ذا القرنين: هو الإسكندر المقدوني اليوناني وذلك لأن البلاد التي استولى عليها الإسكندر امتدت إلى مشارق الأرض ومغاربها, وقيل هو قورش الإخميني, لإجماع المؤرخين على عدالة سيرته وحسن سيرته في الشعوب والممالك التي استولى عليها, وقيل إنه أبو كرب شمر بن عمرو الحميري, لقد ناقش الأستاذ محمد خير رمضان يوسف الأقوال السابقة وخرج بنتيجة أن ذا القرنين, لم يكن واحدًا من هؤلاء الثلاثة, ونقد الآراء السابقة نقدًا علميًا متينًا, ووصل إلى أن: (ذو القرنين القرآني الذي ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز, وأثنى عليه بالإيمان والإصلاح والعدل, في سورة قرآنية عظيمة, [1] انظر: ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح لمحمد خير رمضان. [2] انظر: مع قصص السابقين في القرآن للخالدي (6/ 255،254).
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 163