responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 245
وفي الآية تعليم وإرشاد على وجوب العدل مع الكفار الذين هم أعداء الله، فما الظن بوجوبه مع المؤمنين الذين هم أولياؤه وأحباؤه.
4 - يتبعون سبيل الصادقين من الأنبياء والمرسلين وصحابة سيد الأولين والآخرين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].
فلا شك أن من صفات المتقين أنهم ينتهجون منهج الصحابة رضي الله عنهم، لأنهم أولى الناس بهذه الصفات التي أمرنا الله أن نكون مع أهلها، فقد شهد الله لهم الصدق، وشهد لهم رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلا يجوز لأحد أن يلزمهم بشيء، أو يتهمهم بما برأهم الله عز وجل منه ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فالصحابة كلهم عدول، وظهرت فيهم من علامات الصدق والإيمان واليقين ما يجعل العاقل يقطع بتعديلهم، فمن تقوى الله عز وجل موالاتهم ومحبتهم ونصرتهم والاحتجاج بإجماعهم، وفهم الكتاب والسنة على منهجهم وطريقتهم، وبغض من يبغضهم وبغير الحق يذكرهم [1].
5 - يَدَعون ما لا بأس به حذرًا مما به بأس ويتقون الشبهات، إن المتقين يتورعون عن الشبهات وعما يرتابون فيه مما ليس حلالاً بينًا، وذلك أدعى أن يتورعوا عن الحرام البين، ومن اجترأ على الشبهة اجترأ كذلك على الحرام.
ولهذا قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن الحلال بيّن وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام» [2].
ولابد من التنبه لأمر مهم وهو أن التدقيق في التوقف عن الشبهات إنما يصلح لمن استقامت أحواله كلها وتشابهت أعماله في التقوى والورع، فأما من

[1] انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (8/ 289).
[2] البخاري، كتاب الإيمان، باب: من استبرأ لدينه (1/ 22) رقم 22.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست