نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 269
وقد جمع الله الأمرين في أكثر من آية, قال تعالى: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان: 22]، فإسلام الوجه لله، إخلاص القصد والعمل له، والإحسان فيه، ومتابعة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وسنته.
د- الثبات:
ويظهر في قوله تعالى: {وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 28]. وهذا الثبات المذكور فرع عن ثبات أعم ينبغي أن يتسم به الداعية الرباني، قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 23].
ففي الآية الكريمة ثلاثة صفات، إيمان ورجولة وصدق, ترتب عليها أن منهم {مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً".
وعلى ذلك يتضح أن الثبات يحتاج إلى ثلاثة عناصر: إيمان، ورجولة، وصدق. إيمان يبعث على التمسك بالقيم الرفيعة والتثبت بها، وباعث على التضحية بالنفس ليبقي المبدأ الرفيع، ورجولة محركة للنفس نحو هذا الهدف، غير مهتمة بالصغائر والصغار، وإنما دائما دافعة نحو الهدف الأسمى والمبدأ الرفيع. وصدق يحول دون التحول أو التغير أو التبديل، ومن ثم يورث هذا كله، الثبات الذي لا يتلون معه الإنسان وإن رأى شعاع السيف على رقبته أو رأى حبل المشنقة ينتظره أو رأى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها.
ولا شك أن اللبنات التي تعد لحمل أعباء الجهاد تحتاج إلى الثبات الذي يعين على تحقيق الأهداف السامية والغايات الجميلة والقيم الرفيعة [1].
هـ- تربية الأفراد على الإيمان بالقضاء والقدر:
إن استيعاب حقيقة القضاء والقدر والإيمان بها كما جاءت في القرآن والسنة [1] دعوة الله بين التكوين والتمكين، د. علي جريشة، ص91، 92.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 269