نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 190
فقلت له: كيف تجدك يا عامر؟ فقال: لقد وجدت الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه كل امرئ مجاهِد بطوقه كالثور يحمي جلده بِرَوقِه [1] فقلت: والله ما يدري ما يقول! وكان بلال إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت ثم رفع عقيرته [2] فقال: ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلة بفسخ وحولي أذخر وجليل [3] وهل أرِدَن يوماً مياه مِجَنَّةٍ وهل يَبْدوَنْ لي شامة وطفيل [4] فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت: إنهم ليهذون وما يعقلون من شدة الحمى" [5].
2 - في بدر:
وبدأ الصراع الحاسم بين المسلمين وأعدائهم، فأبدى المسلمون في الجهاد ضروباً من التضحية لا مثيل لها في التاريخ كله.
فقد استشار النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه قبل غزوة (بدر)، فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: "يا رسول الله! امض لما أراك الله، فنحن [1] الطوق: هنا الطاقة والقوة. والروق: القرن. [2] عقيرته: صوته. [3] فسخ: فسخ موضع خارج مكة به مويه. الأذخر: نبات يشبه الأسل الذي تعمل منه الحصر. والجليل: الثمام، وأهل الحجاز يسمون الثمام الجليل. [4] مجنة: اسم موضع، وقيل بلد على عدة أميال من مكة. وطفيل اسم جبل بمكة. وشامة: اسم جبل بمكة أيضاً. [5] سيرة ابن هشام 2/ 220 - 221.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 190