نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 285
دراهم ... ففرحت بها، فلما دخلت منزلي فتحتها، فإذا فيها ثمانون ديناراً" [1].
وأراد أسد المزيد من العلم، فانتقل إلى مصر، وذلك بعد وفاة مالك بن أنس، وهناك حضر مجالس عبد الرحمن بن القاسم وأشهب بن عبد العزيز وغيرهما من أصحاب مالك، ولكن لزم ابن القاسم وأخذ عنه (الأسدية)، التي جمع فيها أجوبة عبد الرحمن بن القاسم عما سأله فيه من فصول الفقه، ثم رتَّبها وبوَّبها بعد ذلك، وأتى بها المغرب فسمّيت: (المدونة الأسدية) أو (الأسدية) فحسب [2].
وحين ودَّع أسد أستاذه ابن القاسم قبل مغادرته مصر، قال له ابن القاسم: "أوصيك بتقوى الله والقرآن، ونشر هذا العلم" [3].
وقدم أسد القيروان سنة إحدى وثمانين ومئة الهجرية [4] (797م) بكتابه (الأسدية)، فسمعها منه خلق كثير مع (الموطأ) وغير ذلك من العلوم، وانتشرت إمامته [5]، فولاه زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب قضاء (إفريقية) [6] سنة ثلاث ومئتين الهجرية (818م)، فأقام [1] رياض النفوس 1/ 175. [2] في رياض النفوس 1/ 178 - 179 تفصيل حسن عن (الأسدية)، فليرجع إلى هذا المصدر مَن أراد التوسع في تفاصيل مدونة أسد بن الفرات هذه. [3] رياض النفوس 1/ 174. [4] المكتبة الصقلية 323 نقلاً عن الحلة السيراء. [5] رياض النفوس 1/ 173. [6] إفريقية: هي بلاد (تونس) الحالية مع الأجزاء الغربية لولاية (طرابلس) الغرب (ومنها المدينة) والتخوم الشرقية لبلاد الجزائر إلى (بجاية) في ولاية (قسنطينة). انظر: تاريخ المغرب العربي 11، وفتح العرب للمغرب 1/ 2، ومعجم البلدان 1/ 300، وانظر: ابن خلدون 6/ 98، وقادة فتح المغرب العربي 1/ 13 - 14.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 285