responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب    جلد : 1  صفحه : 498
كان (هونياد) المجري إبَّان قتاله للعثمانيين قد طلب إلى برنكوفيتش الصربي أن يمضي هو الآخر في قتال العثمانيين، فسأله برنكوفيتش: "وماذا تصنع بديننا إذا أنت انتصرت على الأتراك"؟ فأجاب هونياد: "أحمل الناس على اعتناق الكاثوليكية، وأقيم الكنائس الكاثوليكية في كل مكان"، وكان الصربيون يتَّبعون الكنيسة الشرقية.
ووجَّه برنكوفيتش نفس السؤال إلى السلطان الفاتح، فأجاب: "أقيم إلى جانب كل مسجد كنيسة، والناس أحرار في دينهم، فمن شاء ذهب إلى المسجد، ومن شاء ذهب إلى الكنيسة" [1].
ويزداد تقديرنا لهذه المعاني المعنوية في نفس الفاتح، إذا نظرنا إلى العصر الذي عاش فيه، عصر التعصُّب الديني والفكري - لاسيما في الغرب الأوروبي، حيث تلطَّخت أقطاره بالمذابح والمجازر البشرية الفاجعة ضد المخالفين في العقيدة والرأي. ومذبحة (سانت بارتلمي Saint - Barthelemy) التي حدثت في فرنسا بعد نحو قرن من وفاة السلطان الفاتح وفتك فيها الكاثوليك بموافقة ملك فرنسا شارل التاسع بمواطنيهم البروتستانت غيلة وغدراً، وذبحوهم ذبح الخراف: حادثة معروفة مشهورة.
ولماذا نذهب بعيداً، والمذابح بين الكاثوليك والبروتستانت قائمة على قدم وساق في النصف الثاني من القرن العشرين، فقد نشبت معارك طاحنة بين الطائفتين المسيحيتين عام (1970 و 1971) في إيرلندا على مسمع ومشهد من العالم كله!!

[1] Temperely, History Of Serbia.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب    جلد : 1  صفحه : 498
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست