نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1003
قَالَ: «مِنْ قُرَيْشٍ»، قَالَتْ: مِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ أَنْتَ؟ قَالَ: «إِنَّكِ لَسَئُولٌ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ»، قَالَتْ: مَا بَقَاؤُنَا عَلَى هَذَا الأَمْرِ الصَّالِحِ الَّذِي جَاءَ اللَّهُ بِهِ بَعْدَ الجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: «بَقَاؤُكُمْ عَلَيْهِ مَا اسْتَقَامَتْ بِكُمْ أَئِمَّتُكُمْ»، قَالَتْ: وَمَا الأَئِمَّةُ؟ قَالَ: «أَمَا كَانَ لِقَوْمِكِ رُءُوسٌ وَأَشْرَافٌ، يَأْمُرُونَهُمْ فَيُطِيعُونَهُمْ؟» قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: «فَهُمْ أُولَئِكِ عَلَى النَّاسِ» صحيح البخاري (5/ 42) (3834)
إن صلاح السلطة سبب في صلاح المجتمع، وفسادها سبب في إفساده، كما قال علي رضي الله عنه لعمر حين وضعوا بين يديه وهو في المسجد يفترش الحصباء والتراب كنوز كسرى بعد فتح فارس، فبكى وحمد الله وقال إن قوما أدوا هذا المال لأمناء! فقال علي (عففت فعفت رعيتك، ولو رتعت لرتعت رعيتك)!
عَنْ مَخْلَدِ بْنِ قَيْسٍ الْعِجْلِيِّ , عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قُدِمَ بِسَيْفِ كِسْرَى وَمَنْطِقَتِهِ وَزَبَرْجَدِهِ عَلَى عُمَرَ قَالَ: إِنَّ أَقْوَامًا أَدُّوا هَذَا لَذُوُو، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّكَ عَفَفْتَ فَعَفَّتِ الرَّعِيَّةُ"فضائل الصحابة للدارقطني (ص: 45) (19) وتهذيب الرياسة وترتيب السياسة (ص: 100) وسراج الملوك (ص: 125) حسن لغيره
وعَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: لَمَّا أُتِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِتَاجِ كِسْرَى وَسِوَارَيْهِ؛ جَعَلَ يُقَلِّبُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ، وَيَقُولُ وَاللهِ! إِنَّ هَذَا الَّذِي أَدَّى هَذَا لَأَمِينٌ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَنْتَ أَمِينُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يُؤَدُّونَ: إِلَيْكَ مَا أَدَّيْتَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا خُنْتَ؛ خَانُوا"المجالسة وجواهر العلم (2/ 243) (374) صحيح مرسل
وعَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " إِنَّ النَّاسَ يُؤَدُّونَ إِلَى الْإِمَامِ مَا أَدَّى الْإِمَامُ إِلَى اللهِ , وَإِنَّ الْإِمَامَ إِذَا رَتَعَ رَتَعَتِ الرَّعِيَّةُ , وَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ لِلنَّاسِ نُفْرَةٌ عَنْ سُلْطَانِهِمْ , وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ ضَغَائِنُ مَحْمُولَةٌ , وَأَهْوَاءٌ مُتَّبَعَةٌ , وَدُنْيَا مُؤْثَرَةٌ , فَأَقِيمُوا الْحَقَّ , وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ "السنن الكبرى للبيهقي (10/ 229) (20461) صحيح مرسل
---------
أيها الأحرار الثوار ..
لقد سادت في العالم العربي خاصة في العقود الثلاثة الأخيرة طبقة سياسية حاكمة - تحت سمع وبصر ورعاية الاستعمار - هي الأسوأ أخلاقيا وسلوكيا في تاريخ العرب الحديث، فمقارنة بين الرؤساء والأمراء العرب قبل وبعد حقبة (كامب ديفيد) نجد البون شاسعا بين الفريقين، فلم يشتهر أحد من الرؤساء قبلها بالسرقة أو الإثراء غير المشروع، بل كانت نظافة اليد ونزاهتها أبرز ما في تلك الحقبة، حيث كان للرؤساء آنذاك هموم وطنية فكانوا يكابدون لتحقيقها لشعوبهم، ومع استبدادهم في السلطة، لم يعرف عنهم وعن أسرهم أنهم أثروا، بينما لا يكاد يوجد أحد ممن حكم منذ كامب ديفيد إلى اليوم إلا وقد اشتهر بالفساد الأخلاقي والثراء غير المشروع، وبتعزيز نفوذ أسرته وحاشيته وبطانته
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1003