نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1034
قيادة المجلس السوري وعلامات الساعة
رضوان محمود نموس
روى البخاري بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {إِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: إِذَا أُسْنِدَ الأمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ} ([1]).
وروى أحمد بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ, وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ, وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ, وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأمِينُ, وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ. قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَال: السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ} ([2]).
أما بعد. فإني أقدم للقارئ سلسلة " تراجم بعض أهم شخصيات المجلس ليكون الناس على علم", بالأشخاص الذين يرشحونهم لريادة الأمة وقيادة الركب في هذه المرحلة الخطرة من تاريخنا
فالريادة أمر كبير, ومرتقىً خطير, لا يستطيعه إلا من وفقه الله للهداية, وأبعده عن مضلات الهوى والغواية, والرائد من الارتياد, والجمع روَّاد, وفي حديث عليّ في صفة الصحابة رضوان الله عليهم أَجمعين: " يدخلون رُوَّاداً, ويخرجون أَدلة " أَي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويخرجون أَدلَّة هُداة للناس. وأَصل الرائد الذي يتقدّم القوم يُبْصِر لهم الكلأَ ومساقط الغيث ([3]).
فمن تقدَّم قومه كان رائدهم, فمنجيهم أو موبقهم, لاختياره المسالك, وتجنُّبه أو وروده المهالك, فمن ارتاد المنتجع الأوسع, والمكان الأرفه الأمتع, كان كوفد عبد القيس, فيما ابتغى من الكَيْس, فكان فأل القبيلة وسعدها, وبمثله قيل: (قتل أرضاً عالمها) , ومن ترك اللائق, وركب المزالق, كان كقُدار, يُحلُّ أهله دار البوار, ويورد شيعته مهلكها, وبمثله قيل: (قتلت أرضٌ جاهلها) , وفي المثل "الرائد لا يكذب أهله" ولا يمنع فضله.
والريادة طريقان: طريق فذٌّ واحد يهدي إلى الجنان, فأفرده الله عز وجل ووصفه بالنور فقال تعالى:) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (([4]).
وقال الله تعالى:) الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (([5]).
وآخر ينشعب إلى شُعَب, وكلها يُفضي إلى أم لهب, ووسمه الله تعالى بالظلمات وذكره بصيغة الجمع فقال سبحانه وتعالى:) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (([6]).
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1034