نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1036
شَرٍّ قَالَ: نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا. قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا فَقَالَ: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا} ([15]).
فقيادة الأمُم على الطريق الأمَم, شأن عظيم جليل, وحريٌّ بمن تصدى له: الانقياد للتنزيل, والاستضاءة بمشكاة النبوة, وأخذ ما أنزل الله بقوة, مع رسوخ قدم في الدين, والنزول منه في عين اليقين, والأخذ بمحمود الشمائل, وذروة الفضائل, من أرباب الاجتهاد, وأعلام الجهاد, مع توسُّط باحة الحق, وشغف بإنقاذ الخلق, ذو رأي بازل, يصيب من الصواب المفاصل, بعيد الغور, عميق الحور, جذل محكَّك, قطب محنَّك, يتبع منهج خير القرون, لا مناهج الاستشراق والماسون!!
وبرهان غليون. ما عرفناه إلا يسارياً اشتراكياً يافعاً, وماركسياً لينينياً شرقياً عندما استوى رجلاً, وعلمانياً غربياً لما صار كهلاً.
ويريد أن يقدِّم نفسه للأمة مصلحاً, ولنهضتها باعثاً, ولمجدها مجدِّداً, ومن خندق الحرية, وعلى جماجم الشباب؛ وأشلاء الشهداء, يريد قيادة السفينة وادعاء النضال. والمدّعون كُثر, والعاملون نُذر, ومن قنع بالدعاوى ضاع زمانه, ومن بحث وتحقق طالت أحزانه, فهو يدعو الأمة إلى طريق خطَّه قبلُ أقوام, كانوا وما زالوا حرباً على الإسلام.
فقمت - بعون الله - لكشف الغطاء, وفحص الادِّعاء, أحقٌّ هو أم افتراء؟! ففلَّيْت ما نطقت به ألسنتهم, وأمعنتُ النظر فيما رقمه بنانُهم, وأدرت الرأي بما شهد به المعاصرون, وأثبته المخاصمون, وقلَّبت الطرْف في نقل المحبين والأتباع, ونقّرت ما تواتر وشاع, باحثاً عن الحقيقة, مبيِّناً معالم الطريقة, ليحقَّ الحق ويَزهق الباطل, والزبد جفاء زائل.
وأنا على يقين أن جيوشاً من الخادعين والمخدوعين, والمعمَّى عليهم والعِمين, والسذَّج والمدلسين, وجحافل الماسون والمنافقين, وكتائب التهويش والتزوير أعلنت الحشد والنفير, مستخدمة دنيء الوسائل وخسيسها, متذرِّعة بمنحط الطرائق وخبيثها, لكَفْر الحق بركام الأباطيل, وحَجب الشمس بغرابيل التضليل, ولكن للحق نور يراه من لم تشوَّه فطرته, وسلِمت من الأهواء سريرته, وعصاً تلقف ما يأفكون, وريح تعصف بما يبهرجون, وصوت يسمعه القريب والبعيد إذا كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وبرهان غليون ورهطه على الزيغ متواطئون, وفي الضلالة سادرون, وفي الغيّ يعمهون, وفي الأهواء يسبحون, زمرة ألِفت المنكر وألِفها, ونكِرت المعروف ونكِرها, عشقت الآثام, وعاشرت الحرام, وأُشربت أفكارَ الملحدين, واستهوتها الشياطين, وتصدت للأخلاق, وركبت متن الشقاق, وسلَّت على الدين كل صارم, ضرباً بالأركان والدعائم, فأجلبت عليه بخيلها ورجِلها, واستنفرت زخرفها وباطلها, ومن ورائهم إبليس يؤزُّهم أزّاً, والماسونية ترجز لهم رجزاً.
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1036