نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1038
ولوكان لهم عقول لتقيَّدوا بالمنقول, وتمسَّكوا بالأصول, وتركوا العناد والخداع, وآثروا الاتباع.
قال تعالى) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (([22]).
وقال تعالى:) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (([23]).
اتبعوا الهوى فأصمَّهم وأعمى أبصارهم, وأذلَّهم وأرداهم, فخبطوا في الجهالات, وركبوا العشوات, وتهافتوا في الغرور, وتتابعوا في الشرور, ثم ألقوا رحلهم في خيمة الماسونية لبناء هيكل اليهودية, متخذين إبليسَ إمامهم, إذ مكَّنوه زمامهم, يأتمون بهديه, ويطرقون طريقته, ويجْرون على منهاجه, ويقتفون أثره, فبئس لهم الإمام والمستقر والمقام.
ولقد نهى الله سبحانه عن اتباع الهوى, وبيَّن أن من اتبعه فقد غوى. فقال الله تعالى:) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (([24]).
وقال الله تعالى:) وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَالَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (([25]).
وقال الله تعالى:) وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ (([26]).
وقال الله تعالى:) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (([27]).
وقال تعالى:) وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (([28]).
والآيات كثيرة لمن أراد أن يتدبر, وأن يتبع ما قال الله وأمر, ورغم هذا يحاول غليون ورهطه والمفتونون به ترويج باطلهم على الرِّعاع, بترَّهات وخداع, ومكر وروغان, ومداجاة وزيغان. وبأدنى نظر إلى ما صنف غليون ونشر, يتكشف عن باطن نَغْل, وحقد على الإسلام لاينحَلّ, وكشحٍ طُويَ على السخائم, وصدر فاح حسيكةً وعظائم, ينصب للمسلمين الحبائل, ويبثُّ لهم الغوائل, لم يتخلَّ يوماً عن ضلاله الذي كان عليه, وغيِّه الذي يدعو إليه. علمانية لادينية , وكفر متخندق بالمراكز العالمية.
فإذا نظرت إليهم وجدتهم يحملون أسماء إسلامية, وإذا نظرت إلى المضمون والإعداد, وجدته معول هدم في الإسلام, لا يحمله إلا مستغرب مُسَيَّر, أُشْرِب قلبه بالهوى والتفرنج. ومعلوم أن القول والفعل دليل على ما في القلب من إيمان ونفاق؟! ... هذا مع ما يحيط بهم من غرور واستعلاء, تولّد من نفخ بعضهم في بعض.
أفمثل هذا الفريق الفاشل يجوز أن تُنصب له منابر الزعامة, ويوجّه الفكر في الأمة؟ ألا إن هذا مما يملأ النفس ألماً وحزناً وأسفاً على أمة يكون أمثال هؤلاء من أفرادها فضلاً عن أن يكونوا روَّاداً لها.
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1038