نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1116
التحالف الإيراني السوري إلى أين؟
بوزيدي يحيى - باحث جزائري
خاص بالراصد
بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على بداية الثورة السورية وصمودها في وجه كل محاولات القمع من طرف النظام، بل واتساعها وتزايد زخمها طرديا مع تشديد النظام قبضته الأمنية طُرحت الكثير من التساؤلات حول مستقبل الثورة الشعبية وما قد يترتب عنها من تطورات إقليمية ودولية نظرا للأهمية الاستراتيجية لسوريا في المنطقة.
استمرارية الثورة من جهة، وجرائم النظام بحق شعبه من جهة أخرى، والتي أصبحت الخبر الرئيس لمعظم وسائل الإعلام، دفعت بحليفيه الروسي والصيني إلى تغيير لهجتهما التي أصبحت تقترب شيئاً فشيئاً من الموقف الأمريكي والأوربي. كما شهدت المواقف العربية أيضا حراكا يندد بممارسات النظام ممثلة في خطاب الملك عبد الله في المملكة العربية السعودية الذي عبر فيه عن رفضه لما يجري في سوريا، وأعلن عن سحب بلاده سفيرها من دمشق للتشاور، تبعته دول خليجية أخرى بخطوات مماثلة، هذه المواقف لا شك أنها مؤشر على مزيد من الضغوطات والعقوبات على النظام السوري في المستقبل القريب أو حتى تدخل عسكري دولي أو تركي في المستقبل البعيد نسبيا رغم أنه مازال أمرا مستبعداً للرفض الداخلي والخارجي له.
ويبقى الموقف الإيراني الوحيد الثابت في دعمه للنظام السوري، ليس فقط سياسيا ودبلوماسيا وإنما بمشاركة عناصر من الحرس الثوري وحزب الله في قمع الاحتجاجات، ناهيك عن الدعم بالأسلحة وغير ذلك. وهذا ما يطرح تساؤلات عن اتجاهات التحالف السوري الإيراني وهل من الممكن أن يصل إلى مستوى المواجهة العسكرية مع أي (اعتداء) على النظام السوري خاصة وأن النظامين يرتبطان بمعاهدة دفاع مشترك ([1]) وقد سبق لطهران أن هددت باستهداف القواعد الأمريكية في تركيا إذا ما شنت هجوما على سوريا.
انطلاقا من عمق التحالف بين الطرفين والمكاسب الاستراتيجية التي حققتها إيران من خلال تحالفها مع سوريا طيلة الثلاثة عقود الماضية والخشية من أن يكون أي هجوم عسكري على سوريا خطوة أولى قبل شن هجوم على إيران كما صرح بذلك السفير الروسي لدى النيتو ([2]) قد تذهب طهران في تحالفها مع دمشق إلى النهاية، ولكن هذا الأمر يبقى مستبعدا للأسباب التالية:
1 - تميز النظام الإيراني باعتماد وسائل غير مباشرة أو بالأحرى أذرع خارجية لتحقيق المكاسب في الدول الأخرى أو لدفعها لاتخاذ مواقف ما لصالحه، والأمثلة على ذلك عديدة لعل أبرزها تحريك بعض القوى الشيعية التي تأثرت بالخميني ونظرية ولاية الفقيه للقيام بأعمال إرهابية في دول الخليج العربي
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1116