نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1118
الحزب، ولا يتوقع منها أن تقوم بدور مختلف في الحالة السورية أيضا خاصة أن الطرف الآخر ليس إسرائيل والأسباب مختلفة أيضا.
4 - تصريحات أمين عام حزب الله، حسن نصر الله التي أكد فيها على قوة الحزب وتماسكه واستمراريته ودفاعه عن ثروات لبنان في مياهها الإقليمية، كرد غير مباشر على التحليلات التي تحدثت عن الانعكاسات السلبية لسقوط النظام السوري على الحزب، هي في حد ذاتها تأكيد منه على عدم دخوله في مواجهة عسكرية شاملة إلى جانب سوريا لاعتبارات عديدة تتعلق في جزء منها بتعقيدات الوضع الداخلي اللبناني والمعارضة التي جعلت من نزع سلاح الحزب إحدى أولوياتها السياسية وأي توظيف لسلاح الحزب في مواجهة خارجية وليس للدفاع عن لبنان فقط سيفقد الحزب مصداقيته اللبنانية.
وأقصى ما يمكن أن تقوم به إيران هو حث الحزب على فتح جبهة إسرائيل وهذا الأمر مستبعد أيضا، حيث اقتصر على تنظيم مظاهرات على الحدود مع إسرائيل وفي الجولان في ذكرى النكبة فهمت على أنها تطبيق عملي لتصريحات رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، التي تحدث فيها عن عدم الاستقرار في إسرائيل بدون الاستقرار في سوريا، كما أن استهداف القوى الأمنية السورية لمخيم للاجئين الفلسطينيين في اللاذقية والصمت التام لحركة حماس من الأحداث كلها معطيات تصب في هذا الاتجاه، إضافة إلى ذلك فإن إسرائيل تدرك خلفيات أي تصعيد ضدها وحتى إذا ردت عليه فسيكون في حدود معينة.
5 - لازالت إيران تمتلك الورقتين الأفغانية والعراقية للمساومة مع الولايات المتحدة خاصة مع نفوذها القوي هناك وقرب موعد الانسحاب الأمريكي من العراق، وقد تحدثت بعض التقارير عن أن إيران بدأت تهيئ العراق ليكون هو الحليف الوثيق في المنطقة في حال سقط النظام بسوريا. ولذا يلحظ اليوم تصاعد الدور الذي تقوم به الميليشيات المدعومة من قبل إيران في العراق ([4])، ومع أن هذا الخيار غير عملي نظرا للفوارق الكبيرة بين البلدين وأهداف إيران في المنطقة العربية والشعبية التي اكتسبتها من خلال تبنيها الظاهري للقضايا العربية وتحقيق مصالحها الاستراتيجية على حساب تلك القضايا بما في ذلك نفوذها في بلاد الرافدين والسلطة المتواجدة الآن في العراق في نظر الرأي العام العربي لا تعدو أن تكون مجرد عميل أتى على ظهر الدبابة الأمريكية ساهم في تخريب العراق وتدميره ولم يسجل له أي موقف من إسرائيل، ويسير وفق أجندة طائفية.
وهذه الخلفية لا مجال لمقارنتها بما كان يروجه النظام السوري عن نفسه كنظام ممانع ومقاوم يدعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان إلى جانب الجمهورية الإسلامية. وضم العراق إلى محور الممانعة كان مجرد محاولة لإقحامه للتغطية على الدور الإيراني هناك، وذلك لأن تصنيف العراق في محور المانعة
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1118