نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1127
المبحث الثاني
هل الحكومات العربية التي تحكم بالحديد والنار لها ولاية شرعية؟
وهل المقتول ظلما وفي المظاهرات ودون حقه ينطبق عليه أحكام الشهداء؟
والسؤال هنا هل هذه الحكومات العربية الإجرامية - التي تحكم الأمة بالحديد والنار، بدعم من العدو الخارجي، الذي فرضها على الأمة - لها ولاية شرعية؟ وإذا كانت كذلك فهل لها أن تقتل شعبها إذا خرج يدعوها بشكل سلمي إلى رفع الظلم عنه؟ وإذا كان لا يحق لها ذلك فما حكم من قتلته؟ وهل يصدق عليه أنه مقتول ظلما وبغيا أم لا؟ وهل يدخل في عموم النصوص التالية أم لا؟
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» (1)
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» (2)
-----------
فأقول سبق في مقالي (الأحكام الفقهية لشهداء الثورة العربية)، بيان القول في أقسام الشهداء وأحكامهم بحسب ما جاءت به السنة، وبحسب أقوال الأئمة، وبينت أنه لا خلاف بين الفقهاء في إثبات وصف الشهادة لـ:
1 - المقتول ظلما، ممن خرج في المظاهرات يدعو إلى رفع الظلم، بشكل سلمي، ولم يقاتل، فقتل على يد السلطة، كما جرى في تونس ومصر واليمن وسوريا.
2 - والمقتول دون حقه، ممن قاتل دفعا لعدوان السلطة التي اعتدت عليه، كما جرى ويجري في ليبيا.
3 - والمقتول في المظاهرات، ممن خرج احتسابا وتغييرا للمنكر.
فكل هؤلاء شهداء، ويسمون شهداء، ويطلق على أعيانهم هذا الوصف كما تواترت به السنة، بلا خلاف بين الأئمة، وإنما اختلف الفقهاء في هل هم كشهداء المعركة لا يغسلون ولا يصلى عليهم، وهم الشهداء في حكم الدنيا والآخرة؟
أم يغسلون ويصلى عليهم كشهداء الغرق والحريق والطاعون ونحوهم ممن وردت السنة بإطلاق وصف الشهادة عليهم، وقد بلغ عددهم عند بعض الفقهاء عشرين صنفا، وهم الشهداء في حكم الآخرة، دون حكم الدنيا؟ (3)
(1) - السنن الكبرى للنسائي (3/ 455) (3545) صحيح
(2) - السنن الكبرى للنسائي (3/ 452) (3536) صحيح
(3) - للإمام السيوطي رحمه الله رسالة خاصة بشهداء غير المعركة
ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى أَنَّ لِلظُّلْمِ أَثَرًا فِي الْحُكْمِ عَلَى الْمَقْتُول بِأَنَّهُ شَهِيدٌ، وَيُقْصَدُ بِهِ غَيْرُ شَهِيدِ الْمَعْرَكَةِ مَعَ الْكُفَّارِ، وَمِنْ صُوَرِ الْقَتْل ظُلْمًا: قَتِيل اللُّصُوصِ وَالْبُغَاةِ وَقُطَّاعِ الطُّرُقِ، أَوْ مَنْ قُتِل مُدَافِعًا عَنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ دَمِهِ أَوْ دِينِهِ أَوْ أَهْلِهِ أَوِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ أَهْل الذِّمَّةِ، أَوْ مَنْ قُتِل دُونَ مَظْلَمَةٍ، أَوْ مَاتَ فِي السِّجْنِ وَقَدْ حُبِسَ ظُلْمًا. انظر: الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي - دار الفكر (2/ 699) والموسوعة الفقهية الكويتية - وزارة الأوقاف الكويتية (29/ 174) وفتاوى الزحيلي (2/ 121) وفتاوى الشبكة الإسلامية (1/ 1751) الفرق بين شهيد المعركة وغيره من الشهداء وفتاوى الشبكة الإسلامية (11/ 12642) شهداء الآخرة .. وهل يغفر للغريق الدين وفتاوى الشبكة الإسلامية (11/ 12653) شهداء غير المعركة وفتاوى الشبكة الإسلامية (11/ 20771) شهيد المعركة أكثر ثوابا من باقي أصناف الشهداء وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/ 382) حكم تغسيل ودفن الذي يقتل بين القبائل بدون ذنب وفتاوى موقع الألوكة (/ 1) متى يسمى القتيل شهيداً؟ وفتاوى واستشارات الإسلام اليوم (7/ 359) فضل شهيد المعركة على غيره وموقع الإسلام سؤال وجواب (5/ 4816) هل المسلم المقتول ظلماً أو غدراً أو هدم عليه بيته يكون شهيداً؟
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1127