responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1261
فالغاية من الإصلاح السياسي ابتداء من وضع عقد اجتماعي ودستور جديد، وإقرار للتعددية والتداول السلمي للسلطة، والفصل بين السلطات واستقلال القضاء، وسيادة النظام على الجميع، كل ذلك هو من أجل صون حرية الإنسان وحقه في اختيار من يمثله في السلطة التنفيذية والتشريعية، دون وصاية من أحد على أحد، ودون تدخل من أحد، وكذا ضمان حقه في العدل والمساواة، فإن تحقق ذلك وإلا كانت كل تلك الآليات وسائل لا معنى لها في غياب الهدف والغاية وهو صون الحرية للإنسان وللأمة!
--------
ثانيا: استعادة سيادة الدولة واستقلالها عن النفوذ الأجنبي:
فقد بلغ الحال في العالم العربي أن أصار المواطن من المحيط إلى الخليج يشعر بوصمة عار في جبينه حين يرى دوله لا وزن لها في العالم من حوله، بل تحولت إلى أدوات لتنفيذ مشاريع القوى الدولية والإقليمية المتصارعة في المنطقة، ففقد الموطن العربي الشعور بالفخر الذي هو أهم أسس الشعور بالمواطنة، وهو ما جعل العرب في كل قطر يعيشون في حالة اغتراب غير مسبوقة في أوطانهم، فمن يحكمهم لا يمثل إرادتهم بل يمثل إرادة الأجنبي، ولا يشرفهم الانتماء إليه ولا إلى الوطن الذي تحكمه هذه الأنظمة العميلة الخائنة لشعوبها وأوطانها، دون أن تشعر حتى بخيانتها لهم!
وقد تجلى ذلك في أبشع صوره في موقف نظام حسني مبارك ودول الاعتدال التي شاركت في حصار وحرب غزة، حتى خرجت وزيرة الخارجية الإسرائيلية لتقول للعالم بأن إسرائيل وعرب الاعتدال في خندق واحد لمواجهة التطرف!
وقد بلغ الحال من فقدان الدول العربية لسيادتها واستقلالها أن اعترف بعض الرؤساء بأنهم عبارة عن موظفين صغار للولايات المتحدة! كما اعترف بذلك الرئيس اليمني للمشايخ والوجهاء في جلسة خاصة لتبرير تعاونه مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب!
إن أهم ملامح الحكم الراشد هو استعادة السيادة المفقودة، تلك السيادة التي يمثل غيابها نتيجة طبيعية في ظل تنامي الفجوة بين الشعوب وحكوماتها، وشعور الحكومات بحاجتها للأجنبي لحماية عروشها غير الشرعية، وهذا بخلاف الأنظمة التي تختارها الشعوب وتقف خلفها لمواجهة أي نفوذ خارجي، فهي تستمد شرعيتها من الأمة لا من العدو!
إن حماية الدولة وصيانة سيادة الأمة هو أول واجبات السلطة كما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَاءِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَلَ، كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ، وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ» (1)
فالسلطة درع وجنة تقف الأمة من ورائها وتقاتل معها وعنها.

(1) - صحيح البخاري (4/ 50) (2957) وصحيح مسلم (3/ 1471) 43 - (1841)
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست